الإعلامي والفنان راتب حداد.. ترك بصمته في الإعداد التلفزيوني، والنقد، والسيناريو، والمسرح… ورحل باكراً
الوحدة: 16- 5- 2023
عندما فاجأه شبحُ الموت، كان وحيداً بين أوراقه وأفكاره، وهو يُعدّ الحلقةَ، التي قيّض لها أن تكون الأخيرة من البرنامج التلفزيوني (مجلة التلفزيون)..
راتب حداد إعلامي، ومعد تلفزيوني، وناقد فني، وسيناريست، وممثل مسرحي سوري راحل..
وُلد في مدينة اللاذقية عام 1958 وبعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية، انتقل إلى دمشق وتابع دراسته في معهد الإعداد الإعلامي، وتخرج عام 1979، وانتسب خلال فترة دراسته إلى نقابة الفنانين بصفة ممثل..كما حصل على الإجازة في اللغة العربية من جامعة تشرين..
كانت له مساهمات في مجال النقد الفني في الدوريات المحلية، ومنها مجلة هنا دمشق – جريدة الثورة – جريدة جيل الثورة..
شارك في العديد من الأعمال المسرحية منها: غرام الدكاترة – هملت يستيقظ متأخراً – عريس لبنت السلطان..
كما قدّم، خلال السنوات الثلاث عشرة التي عمل بها في التلفزيون، العديدَ من البرامج الجماهيرية الناجحة، التي لفتت الأنظار إليه كمعد ناجح لبرامج المنوعات، أو البرامج الثقافية المنوعة، التي تحمل في طياتها المتعة والفائدة معاً. من هذه البرامج نذكر : ألوان – رمضانيات كركوز وعيواظ – ليالي النغم – مشوار المساء – افلام وأغاني – سهرات رأس السنة – رحلة النورس – فنان وذكريات – ندوة مع منصور الرحباني – ولقاء مع سمير غانم – ولقاء مع هاني شاكر – مسابقة النجوم.. وسواها.. إلا أن البرنامج الأشهر له كان (مجلة التلفزيون)، البرنامج المنوّع الذي كان ينتظره الجمهور السوري مساءَ كل خميس،..
نموذج من برامجه:
برنامج (ليالينا) الذي تميز بفكرته وجرأته الميدانية، في ذلك الحين، باعتماده على تقديم ونقل كل ماهو موجود في ليالي سورية، حيث كان التصوير بالكامل يتم ليلاً ضمن صيغة البث الحي والمباشر، ويغطي فيها السهرات، والحفلات العامة، وبعض الخاصة، إضافة إلى الأعراس، مع لقاءات فورية مع نجوم الفن، وكان يتم في الحلقة الواحدة الانتقال بين 7 محافظات على الأقل..
وفي العامين الأخيرين من حياته اتجه إلى كتابة الدراما التلفزيونية، فكتب عدّة سهرات تلفزيونية، منها (بنت المحطة)، إخراج سالم الكردي، و(صدّق أو لاتصدق)، إخراج يوسف رزق، وأعدّ عملاً فنياً كبيراً، من ثلاثين حلقة، عبارة عن مسلسل كوميدي ضمن إطار برامجي جديد، بعنوان (سوا ع الهوى) بمشاركة نجوم الفن في مصر..
تلقى العديدَ من العروض للعمل في محطات تلفزيونية عربية، لكنه آثرَ البقاءَ في التلفزيون العربي السوري الذي ألِفه وأبدع فيه..
كتب عنه الناقد الأردني المعروف حسان أبو غنيمة في صحيفة الرأي: (..راتب حداد هو أحد أبرز المعدّين العرب، وقد تابعت له برنامج (رمضان زمان)، الذي اعتمد فيه على الأرشيف التلفزيوني، مدققاً، ومنقباً، ومختاراً لبعض أبرز ماقدمه التلفزيون السوري طيلة 30 سنة، وتحديداً أبرز ماقدّمه في رمضان ..)
يذكر أن الراحل هو من أسرة إعلامية وفنية، فشقيقه الإعلامي والشاعر مؤتمن حداد، الذي يشير إلى أن لشقيقه راتب الأثر الكبير في توجُّهه الإعلامي، من خلال الدعم والتشجيع والاستفادة من مكتبته الإعلامية والفنية والثقافية الغنية، وكذلك من سيرته الحافلة في مجال الإعلام والدراما..وكذلك شقيقه الفنان مجدي حداد مؤسس العديد من الفرق الفنية في اللاذقية..
وهكذا جاء (الموت) في يوم من شهر حزيران 1993 وأعدَّ (حلقة من سيناريو) مسلسله القاتم الطويل، الذي لابدّ من مشاهدته، والمشاركة فيه عنوةً، وكان ضيفه المحدَّد، المبدع الشامل الشاب (راتب حداد)..
جورج إبراهيم شويط