العــــــــــــــدد 9346
الثلاثـــــــاء 14 أيــــار 2019
في حديثٍ هاتفي معه، وحين سألته عن أحواله أجاب: (بالنسبة لعمري الحقيقي صحتي بألف خير لأننا كما تعرفين نحن أبناء الجيل القديم معظمنا لا يعرف عمره الحقيقي، فأهلنا لكثرة مشاغلهم لم يكن لديهم الوقت الكافي لتسجيلنا بدقة في النفوس) . .
أستاذي المتقاعد والذي يعمل الآن في ترجمة الكتب، ويقضي معظم أوقاته في القراءة والبحث وجمع المصادر والمصطلحات التي تضم عبارات اجتماعية وأقوال مأثورة وترجمتها وربما إصدارها في كتاب لاحق تستفيد منه الأجيال القادمة . .
في تعبيره اللفظي عن العمر الحقيقي حفّز في نفسي تساؤلات كثيرة . . ماهي أعمارنا الحقيقية؟! هل هي السنوات التي نطفئ فيها شموع أعياد ميلادنا ونغفو على حلم إطفائها سالمين في السنة القادمة!
أم أنها السنوات التي نعيشها سعداء ونحقق فيها أمنيات وأحلاماً عزيزة . . أم أن أعمارنا الحقيقية تبدأ بمعرفة شخص نحبه كل الحب، ونهبه صدق ونبل مشاعرنا . . أم أنها تقاطع كل الأشياء السابقة والتقائها في نقطة واحدة هي الغاية من الوجود!!
كتبت إحدى الأديبات الغربيات وتدعى (نادين ستير) كلمات مؤثرة وذلك حين أطفأت شمعة عيد ميلادها الثامن والستين مختصرةً الكثير من الاجابات: (أجل، لقد عشت حياةً جميلة، ولو أنني سأبدأ حياتي من جديد فسأحاول أن أعيش المزيد من تلك اللحظات، بل إنني في الحقيقة سأحاول ألا أعيش غيرها، بدلاً من أن أعيش كل ذلك العدد من السنوات مسبقاً في كل يوم من أيام حياتي . .
لو أنني أعيش حياتي من جديد لبدأت أركض حافية القدمين في أوقات أبكر من الربيع، وحتى وقتٍ أكثر تأخراً في الخريف، سأرقص أكثر وأستمتع بحياتي أكثر، وسأقطف المزيد من أزهار الأقحوان).
منى كامل الاطرش