الوحدة 6-5-2023
تزاحمت وتلاحقت علينا النوائب من كل حدب وصوب، سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية وفكرية وثقافية وأخلاقية، مع حرب ضروس انتشرت نارها في كل بقاع سورية الحبيبة.
وتفشي مرض العصر الكورونا منذ سنوات خلت، ذهبت بضحايا كثر في حين كانت التجهيزات لهذا الوباء ضعيفة في ظل الغلاء، وقلة أعداد الأطباء الذي هاجروا منتشرين في كافة أصقاع الدنيا بحثاً عن وسائل العيش الرغيد.
واليوم أعتى الكوارث اقتحمت أجمل بقاع سورية، الزلزال، الذي نشر الرعب والهلع في القلوب، وهل هناك أكبر من هذه الكارثة الطبيعية، التي أطاحت بالبشر والحجر في ظل حجر اقتصادي ظالم على سورية، وعقوبات قاسية مضى عليها وقت طويل، لتطل تلك الكارثة المهولة على بلد منكوب سابقاً، ليكتمل مشهد الظلم التاريخي الذي لحق بشعب أحب الحياة وابتعدت عنه بغرورٍ وكبرياءٍ عالٍ في كل مرة حاول التقرب من جماليتها وسحرها، وجارت عليه بكافة فصولها، كما يقترب الشاب الذي لايملك سوى خلقه الكريم من شابة في ريعان الصبا والجمال وتبعده بآنفة، متسارعة إلى من يعطيها كل ما تريد.
لكنه صابر مؤمن متيقن من نيل حقه في الحياة الكريمة، والعيش الملائم لتطورات العصر كما أغلب شعوب العالم.
في ظل تلاحق كل ماذكر وأكثر ، يبقى المواطن السوري صامداً متلائماً مع أعتى الظروف القاسية، بوجوه بدأت ملامح التعب تكسوها منذ أمد طويل ، وعلامات الاستغراب تسيطر عليها مع التوجس من القادم، بعد أن غدرت الأيام بنا مراراً وتكراراً، على أمل أن تكتب السنوات القادمة، كل مايستحقه شعبنا الطيب.
تيماء عزيز نصار