الوحدة 6-5-2023
لا يذوق المناضلون طعم الفرح إلّا نادراً، من أجل الوطن ترخص الأرواح، الشهداء نجوم مضيئة في سماء الوطن، وهم خالدون أبداً ينيرون درب العزة والكرامة والإباء: (وهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل عزة وكرامة وطنهم.
كانت الدفعة الأولى من الأحرار الذين استشهدوا على أعواد مشانق أحمد جمال باشا السفاح قد تمّ إعدامهم في 31 آب 1915 وعددهم 11 شخصاً في بيروت، ثم تلاه إعدام الكثير من المثقفين السوريين ومن بين الذين أعدموا في القافلة الأولى من الشهداء (فاضل عقل – عبد الكريم الخليل – صالح حيدر- مسلم عابدين – نايف تللو- نور الدين القاضي- علي الأرمنازي- محمد محمود الحمصاني- مختار بيهم- محمود العجم)، وفي صبيحة السادس من أيار عام 1916 استيقظ الشعب العربي في سورية ولبنان على سبع مشانق في دمشق وأربع عشرة في بيروت في احتفال عثماني وحشي حيث حملت الدفعة الثانية جثامين زعماء اليقظة العربية وقد حوكموا في الديوان العرفي في عاليه بواسطة مجلس عرفي وكانت التهمة الموجهة إليهم الانتساب إلى الجمعيات العربية وتحرير رسائل سياسية إلى قناصل دول أجنبية.
سورية تحارب الإرهاب الدولي نيابة عن العالم أجمع، تخوض معركة العزة والكرامة في وجه أشرس هجمة استعمارية إرهابية عرفها العالم لتدميرها والنيل من دورها الوطني والقومي المقاوم والممانع لمشاريع السيطرة على المنطقة العربية وتقسيمها، ويتسع دماء شهداء الجيش العربي السوري الذي يقوم بمهمة وطنية على امتداد الأرض السورية ويسطر ملاحم البطولة والفداء لصيانة الأرض والعرض ويزف قوافل الشهداء في أعراس وطنية تعم ربوع الوطن، وصارت التعزية مكاناً للتهنئة والتبريك وأهل الشهيد يتقبلون التهاني بدل التعازي ويطلقون الزغاريد افتخاراً بما حقق شهيدهم من بطولات كما أنه يزف عريساً.
الدم السوري يسيل ليروي أرضاً ما اعتادت أن تظمأ وفي العروق ما يجري من نسغ ومن حياة، تطلب فتلبى، تحتاج فتعطى ، والنصر السوري على الإرهاب الدولي معمد بدم الأحرار دفعت ضريبته جهداً وعرقاً ودماءً فداء حرية وكرامة واستقلال الوطن، ولم يعد أيار وحيداً بعد أن صارت شهور السوريين كلها أيار وبات الشهداء رمز عزتهم وفخارهم وشموخهم وبقائهم.
ستظل سورية قوية بشعبها شامخة برجال جيشها الباسل وقائده الشجاع الذين ما بخلوا بدمائهم وأرواحهم.
نعمان حميشة