الوحدة : 14-4-2023
في سياق النشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة أقامت الجمعية محاضرة تثقيفية بعنوان : ( الدعم النفسي للأسرة أثناء الكوارث الطبيعية) الزلزال أنموذجاً، ألقتها نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية د. ريم سهيل صقر التي قدمت الدعم النفسي للأسر المتضررة من الزلزال الذي ضرب المنطقة في مراكز الإيواء و المدارس، حيث أشارت إلى تأثير كارثة الزلزال على حياة الناس وتباين ردود أفعالهم مع الأخذ بالحسبان أن الأطفال في مراحل عمرية مختلفة يظهرون ردود أفعال مختلفة تبعاً لما يلمسونه عند أهاليهم سواء من خوف أو صلابة، كما أن كبار السن يكونون أشد عرضة للتحديات لاسيما في أوقات الشدائد، وقد يحتاجون إلى مساعدة إضافية، وكذلك الأمر بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة.
ورأت د. ريم أن أي شخص يمكنه القيام بدور الداعم النفسي كإسعاف أولي عند حدوث الكوارث والمحن والشدائد شريطة ألا يأخذ دور المختص في التفريغ النفسي أو مناقشة تفاصيل الحادث الذي تسبب بالضيق النفسي أو القيام بالتحليل ، علماً أن دور الدعم النفسي يشمل الاستماع إلى الناس وهم يسردون ما حدث معهم دون ممارسة الضغط عليهم للإفصاح أكثر عن مشاعرهم وردود أفعالهم حيال الكارثة أو محاولة معرفة جميع مشاكلهم فليس من مهام الداعم النفسي حل جميع مشكلات الأشخاص المتضررين نفسياً.
وأوضحت د. ريم صقر وجوب توفر عدد من الأركان المهمة لدى الداعم النفسي مثل نشر شعور الأمان وبث الأمل في النفوس، والإحساس بالقدرة على مساعدة الذات كأفراد و مجتمعات.
ولكن الإسعافات النفسية الأولية لمن؟ ومتى؟ وأين؟
إجابةً على هذه التساؤلات التي طرحتها د. ريم صقر في محاضرتها بيّنت ان الدعم النفسي (التعاطف) يستهدف الأشخاص الذين يعانون من ضيق نفسي تعرضوا له حديثاً جراء أزمة أو كارثة، لذا من الممكن تقديم الدعم النفسي للأطفال و البالغين، لافتةً إلى أنه ليس كل الأشخاص يحتاجون إلى هذا الدعم النفسي إنما فقط للذين قد يحتاجون إليه بناءً على موافقتهم على ذلك، مع الإشارة إلى أولويات تقديم الدعم ذلك أن بعض الحالات تتطلب أشكال دعمٍ من المختصين أو الكوادر الطبية أو السلطات المحلية مثل المصابين بجروح خطيرة تهدد حياتهم تتطلب رعاية طبية طارئة وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الانزعاج الشديد بحيث لا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم أو أطفالهم.
ويقدم الدعم النفسي في مكان آمن ضمن محيط المجتمع المحلي مباشرة خلال وقوع الحادث أو بعده سواء في موقع الحادث أو مراكز الإيواء عندما يكون ذلك ملائماً للحفاظ على الخصوصية والسريّة التامة وترك مسافة مناسبة تبعاً للعمر والجنس و الإيماء بالرأس أو غيره، وأن يكون الداعم هادئاً صبوراً جديراً بالثقة يحترم خصوصية الشخص الذي يقدم له الدعم في اتخاذ قراره الملائم وأن يكون صادقاً فيما يعلمه وفيما لا يعلمه على سبيل المثال : أحد الأطفال يسأل هل سنبقى دون منزل؟ يكون حينها الجواب بعيداً عن التطمينات الكاذبة كالقول مثلاً لا أعلم لكن سأحاول الحصول على المعلومات لأجلك، وعدم ترديد عبارات المواساة مثل لا شيء يستحق حزنك أو يستدعي خوفك لأن ذلك يؤدي إلى عدم وثوق الطفل بمشاعره والأفضل ترديد عبارة معاً نتغلب على مشكلاتك.
وينبغي على الداعم والحديث للدكتورة ريم صقر تأدية مهامه الإنسانية بكل مرونة ولباقة و أن يكون كالشمعة المضيئة في حياة من يقدم له المساعدة وأن يصغي إليه ويحترم صمته والتحدث بصوت معتدل في الوقت المناسب مثل عبارة أحب أن أسمعك، ماذا بعد؟
لذلك فالداعم النفسي له دور مهم في نشر الهدوء والأمان بصوته المعتدل و الابتسامة الطيبة والحفاظ على التواصل البصري وأن يمتلك مستوى وعي كبير مما يساعد المتضرر النفسي على تنظيم أفكاره بعد الكارثة للتكيف بشكل أفضل مع ما يواجههم من أحداث ضاغطة وتزويدهم بأساليب للتعامل مع الضغوط ومتابعة سير حياتهم، و يندرج ذلك الدعم النفسي تحت مسمى (التعاطف).
في ختام المحاضرة التي أدار محاورها الزميل الصحفي خالد حاج عثمان جرت مداخلات ومناقشات حول الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة ودور الدعم النفسي عموماً وذلك بحضور رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عز الدين علي وعدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها ومتابعيها.
ازدهار علي
تصوير يحيى أبو قاسم