الوحدة : 5-3-2025
قدم المحامي والناشط الحقوقي عضو اتحاد الكتاب العرب علم الدين عبد اللطيف محاضرة في فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس تحت عنوان (الدولة السورية الجديدة – وجهات نظر )، تناول فيها واقع سوريا اليوم وما حدث فيها، مستعرضاً مساوئ الحكم القديم وما ساد الفترة الماضية من فساد وإفساد وتجويع للشعب ونهبه، وتهجيره إلى دول العالم، وواقع نشأة أجيال جديدة في المغترب لم تعرف الوطن الأم، ومعاناة الشعب بسبب الفقر والفاقة حيث توقفت عجلات الإنتاج، وأغلقت كل منشآت القطاع العام والخاص، وانعدمت موارد الطاقة من كهرباء ووقود ومواد غذائية.
كما تحدث المحاضر عن فقدان الثقة والإحباط الذي جعل الشعب ضائعاً لا هدف له ولا هوية..
وعن الوضع الحالي أكد المحاضر أن الإنسان السوري اليوم كمن خرج من سجن أبدي، لكن الإرادة السورية عازمة لصنع مستقبل جديد، حيث بدأ السوريون يتنفسون الحرية، في زمن صار فيه العالم قرية صغيرة وباتت الكلمة تصل إلى أبعد نقطة في العالم بكبسة زر عبر جهاز هاتف نقال.
وعن الانفتاح أشار أنه يستحيل فرض نماذج عيش مختلفة عما يحدث من تحولات في العالم، وعن بناء سوريا الحديثة رأى أن العالم اليوم يريد لسوريا الاستقرار، مؤكداً دور الأمم المتحدة وأهميته، حيث تم افتتاح مكتب دائم لاستقصاء ما تم من خطوات عبر مبعوث الأمم المتحدة.
كما تطرق لواقع أن سوريا هي الممر لأنابيب نقل الطاقة من الخليج إلى أوروبا، وبالنسبة لمشروع إعادة الإعمار ومشاريع الطاقة والاستثمار الذي لا يمكن أن يكون إلا في بيئة مستقرة، كذلك عودة أبناء سوريا إلى بلدهم التي تستلزم توفير وسائل العيش الكريم وتوفير الطاقة والكهرباء، إضافة إلى أهمية رسم سياسة مستقرة في سورية واعتماد حكم ديمقراطي يتيح تداول السلطة وفق الدستور، كما لفت لضرورة توفر الموارد والأموال للخزينة العامة، وتأمين رواتب العمال والموظفين، وخاصة أن من يعدم طريقاً قانونياً لتأمين لقمة عيشه سيلجأ إلى طرق من خارج القانون، لأن القضية حياة أو موت.
كذلك أكد المحاضر على فكرة المؤسسات والحالة الأمنية، وضرورة استقرارها وتفعيل دور النقابات، وتأمين الخدمات الضرورية للمواطن وإطلاق الحريات السياسية، وقوى المجتمع المدني لتساهم في بناء الوطن، ليخلص إلى القول بأن سوريا الآن في مرحلة ولادة ومخاض، ما يتطلب تفعيل دور أجهزة الدولة وإعادة الاعتبار للشعب، مع التأكيد على الآمال المعقودة على العهد الجديد وقادته والشعب السوري الذي لا يعرف إلا لغة العمل والنجاح.
بدوره الأستاذ منذر يحيى عيسى رئيس فرع الاتحاد بطرطوس أشار إلى عودة الأنشطة الثقافية بعد توقف لمدة ثلاثة أشهر، معلناً سعادته بالحضور الغني، والمبشر لهذا النشاط، مؤكداً وجود سلسلة من النشاطات المتتالية ضمن برنامج عمل الاتحاد مع فتح باب الحوار، مؤكداً أهمية دور المثقف وتقديم الرؤى المختلفة، لأنه من النخبة التي يجب أن تلعب دورها القيادي ويعول عليها الكثير.
رنا الحمدان