الوحدة 8-4-2023
قديماً، كان جميع سكان وأهالي القرى و طوق المدن يعتمدون في حياتهم على ما يزرعون ضمن حقولهم وحيازاتهم الزراعية.. لكن خلال سنين خلت تراجعت هذه العادات بشكل كبير، والمفارقة أنّ الغالبية باتوا ينقلون خضراواتهم المنزلية من أسواق المدينة إلى قراهم بحكم الوظيفة أو طبيعة أعمالهم الأخرى، وأخذوا يعتمدون على الحجّة المبرّرة وهي (دون جدوى) فالخضراوات متوفّرة وأسعارها في متناول الجميع ، لكن ما حدث منذ مدّة ليست بالطويلة، أنه لحق بهذه المزروعات القادمة من المحافظات الأخرى الارتفاع بالأسعار نتيجة شحّ الوقود، بالإضافة إلى تكاليف الزراعات ومستلزماتها من سماد وبذور، مما شكّل ضغطاً كبيراً على المستهلكين، فأصبح لزاماً على من هجروا تلك الزراعات العودة إلى ما تنتجه أراضيهم ولو بالقدر اليسير، علماً أن هناك من يقوم بزراعة حيازات كبيرة غزيرة الإنتاج أخذت طريقها إلى سوق الهال لتشكّل بذلك دعماً مادياً جيداً لهؤلاء المزارعين الجُدد بالمقارنة مع راتب الوظيفة الذي أرهقته الارتفاعات السعرية بشكل مضطرد
– أمّا الآن – ونحن على أبواب مواسم طويلة للزراعات الحقلية المتنوعة من بندورة وفاصولياء ولوبياء وباذنجان وغيرهم، لا بُد من امتلاك ناصية العودة إلى خيرات الأرض وما تنتجه، والاعتماد عليها بشكل واسع حتى ولو كانت المساحات بالأمتار، مع العلم أن هناك توجّه كبير من قبل المعنيين سواء مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين
والوحدات الإرشادية بضرورة عودة الأهالي إلى سياسة الاكتفاء الذاتي (العائلي) من هذه المزروعات، من خلال تقديم المشورة والإرشاد والمساعدة على تطوير النوعيات المزروعة، وبالتالي تخفيف الضغوط عن الأسر التي أرهقتها تداعيات الحرب وأنواع قاسية من غضب الطبيعة.
سليمان حسين