الوحدة : 7-4-2023
انعكست قلة الموارد المالية وضعف الإمكانات المادية سلباً على الخدمات المقدمة للمواطنين في بلدية قرفيص، وفقاً لما أكده حمزة إبراهيم رئيس البلدية الذي أشار إلى أن المشروع الوحيد الذي تمت دراسته من أجل استكمال إجراءات تنفيذه حتى الآن هو مشروع لصيانة وتأهيل بعض خطوط الصرف الصحي الذي سيتم تنفيذه من خلال الموازنة المستقلة للبلدية بكلفة تقديرية تصل إلى نحو 27 مليون ليرة سورية، مرجعاً قلة المشاريع إلى ضعف الموارد المالية الناتجة عن عدم إلتزام أصحاب المحلات بدفع الرسوم المترتبة عليهم من جهة، وهو الأمر الذي تتم معالجته من خلال توجيه الإنذارات اللازمة لهم لإلزامهم بالدفع.
أما السبب الآخر لضعف هذه الموارد فهو عدم امتلاك البلدية لأية أراضٍ سوى أرض البلدية التي أقيم عليها مشروع تنموي لزراعة الفطر الزراعي، في الوقت الذي تعود فيه معظم أراضي أملاك الدولة الموجودة في المنطقة للأوقات أو للحراج، وهي الأراضي التي لا يمكن استملاكها.
* ضعف في إمكانات النظافة
قال إبراهيم إن الواقع الخدمي في قرفيص يعاني الكثير من الصعوبات، وذلك نظراً للحيز الجغرافي الواسع الذي تمتد عليه والذي يضم نحو 10 قرى ومزارع يزيد عدد سكانها عن 12 ألف نسمة وفقاً لإحصائيات النفوس، في وقت يزيد فيه العدد عن ذلك بكثير وفقاً للواقع. لافتاً إلى أن أهم تلك الصعوبات يواجه واقع النظافة الذي يعاني من قلة مخصصات المازوت التي لا تزيد عن 400 ليتر وعدم توفر سوى سيارة واحدة وعاملين فقط لخدمة كل المساحة التي تخدمها البلدية التي تقوم بترحيل القمامة الناجمة عن تلك القرى إلى مكب قاسية في منطقة الحفة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى ما بين 35 – 37 ليتراً من المازوت لكل رحلة، ناهيك عن الحاجة لتغيير زيت المحرك كل 3 أشهر، وأيضاً الحاجة لتبديل إطارات السيارة خلال فترات قصيرة ما يتطلب دفع تكاليف إضافية.
* مشاكل في الصرف الصحي
أما القطاع الآخر الذي تعاني منه قرفيص فهو الصرف الصحي الذي يبدو أكثر وضوحاً في بعض القرى مثل قرية برقة الذي تصب فيه مخلفات شبكة الصرف الصحي في وادي القرية بين البيوت السكنية، وهو الأمر الذي يستدعي إقامة شبكة صرف بطول يتراوح بين 400 – 500 متر بحسب شركة الصرف الصحي من أجل إخراج تلك المخلفات خارج القرية، وهو المشروع الذي يحتاج إلى تكاليف مالية عالية.
وكما برقة تبدو قرى البرازين والزهراء مع مزارعهما وقسم من قرية الذويبة بحاجة لمحور إقليمي من أجل منع التلوث عن مياه نبع السن الذي يشكل مصدر الشرب الأساسي لمحافظة اللاذقية، كما أن قرية البرزين غير مخدمة بالصرف الصحي أيضاً حتى الآن في الوقت الذي تقع قرفيص وحدها على محور إقليمي، وإن لم يتم تحويل سوى نسبة لا تتجاوز 50% من مياه الصرف الناتجة عنها إلى هذا المحور.
وأرجع رئيس البلدية هذا الواقع الصعب للصرف الصحي في المنطقة إلى الطبيعة الجبلية الصعبة، وإلى التوسع السكاني الذي زاد من حجم المشكلة ومن حاجتها لمزيد من الأموال من أجل معالجتها.
أما المشكلة الأكبر فهي مشكلة الصرف الصحي في قرية العقيبة حيث عملت البلدية لإعداد دراسة لإقامة مشروع يخدم نحو 90% من القرية، ويتضمن مخطط يتكامل مع الخط الإقليمي الموجود في المنطقة. وقد وافقت الموارد المائية على تنفيذ هذا المشروع نظراً لأهميته على صعيد منع مصادر التلوث عن مياه السن باعتباره يضم 4 محاور ستحول إليه مخلفات الصرف الصحي لنحو 270 بيتاً من بيوت القرية ذات الطبيعة الجغرافية إلى المحور الإقليمي، وهو ما سيسهم في تخليص القرية من الجور الفنية التي لاتزال الوسيلة الوحيدة لاحتواء مياه الصرف حتى الآن، لكن تنفيذ ذلك المشروع ينتظر توفر السيولة المادية اللازمة له.
* مشكلات في الطرق والمواصلات والاتصالات
ومن المشكلات التي تحتاج لحلول أيضاً موضوع الطرق الزراعية بين القرى والجبال والتي تحتاج قرفيص وقراها للكثير منها، الحاجة لتفعيل المخططات التنظيمية لما تحتويه من طرق وهو الأمر الذي سيسهم في حل المشكلة بشكل كامل، كما أن إحياء طريق قرفيص الأساسية سيخدم السن والعقيبة وقرفيص والراهبية وهو الأمر الذي يحتاج إلى إجراء بعض الترميمات اللازمة على مساره فقط.
أما بالنسبة لموضوع الاتصالات، فإنها تعاني من سوء التغطية في فترة انقطاع التيار الكهربائي من برنامج التقنين الكهربائي وذلك نتيجة لضعف المدخرات الموجودة في المركز الهاتفي، وهو أمر تم الوعد بمعالجته دون أن يتم ذلك حتى الآن بعد الإشارة إلى أن حجم تلك المشكلة يبدو أكثر وضوحاً في بعض القرى دون غيرها.
و بالإشارة إلى مكرمة السيد الرئيس بشار الأسد بتركيب طاقة شمسية لضخ المياه من المحطة إلى الخزان الموجود في قرفيص، فإن الحاجة لمولدات كهربائية لرفع المياه إلى البيوت المرتفعة في ظل التقنين الحالي أوجد مشكلة في تزويد تلك البيوت بمياه الشرب، ومع أن تبديلاً تم لبعض خزانات الكهرباء في البريج والزهراء، فإن الخط المباشر لـخط محطة قرفيص الأولى قد تآكل فإن البلدية تعمل لإحياء الخط ليكون بديلاً للخط الذي يخدم القرية حالياً.
وتشكل المواصلات هماً لمواطني قرفيص وقراها في ظل عدم وجود سوى ميكروباص واحد مسجل على خطوطها بعد إعادة الميكروباصات التي كانت تخدم تلك القرى إلى خطوطها الأساسية بعد تطبيق نظام /GPS/، وهو الأمر الذي قدمنا طلباً إلى محافظة اللاذقية لمعالجته من خلال الإبقاء على تلك السيارات على الخط، لكن مدير منطقة جبلة حوّل 5 ميكروباصات من خط المشفى كراجات لتخديم تلك القرى وأعاد السيارات الأخرى إلى خطوطها الأساسية، ولكن الأمر يبقى بحاجة للحل على الرغم من أن المطالبة بمعالجته تعود إلى الشهر 12 من العام الماضي، حيث لازالت الطلبات هي وسيلة المواصلات الوحيدة والذي يشكل ضغطاً مادياً على المواطنين.
كما يبدو الواقع الصحي مصدراً للمعاناة كون مركز العقيبة بحاجة لكوادر وأطباء ومعدات، ومركز قرفيص يحتوي على تجهيزات أسنان معطلة ولو أنه يقدم خدمات اللقاح وباقي الخدمات الإسعافية الأخرى، وذلك في ظل عدم وجود سيارة صحية فيه على الرغم من كونها كانت موجودة في السابق.
* 1026 طلباً للأضرار من الزلزال
وحول موضوع الزلزال ومعالجة تداعياته أشار رئيس البلدية إلى بلوغ عدد طلبات الأضرار إلى 1026 طلباً، لافتاً إلى متابعة هذه الطلبات ميدانياً من قبل لجان الكشف الأولي التي أشارت إلى وصول عدد المنازل المتضررة بشكل كامل إلى 4 منازل، وعدد المنازل المتضررة وتحتاج إلى تدعيم 196 منزلاً، وعدد البيوت السليمة التي تحتاج لصيانة إلى 575 منزلاً، وعدد المنازل السليمة بشكل نهائي 255 منزلاً، مؤكداً أن لجنة السلامة عاينت تلك الحالات وأن انتظار الأهالي حالياً هو لقرارها بعد الإشارة إلى أن أي مساعدة لم تقدم للمتضررين في قرفيص وقراها، مطالباً بتجاوز ذلك وتوجيه الجهات الإغاثية لتقديم تلك المساعدات بأسرع وقت ممكن.
* تعديات على الغابات
أما آخر القضايا التي تحدّث عنها رئيس البلدية فهي الغابات التي تتعرض لكثير من التعديات التي يذهب ضحيتها أشجار السنديان والصنوبر المعمرة الموجودة في المنطقة في ظل تقصير واضح من قبل عناصر الحراج في معالجة تلك التعديات، والذي يهدد الغابات الغنية الموجودة في قرفيص وقراها إن لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها، وهو الأمر الذي نأمل عدم التأخر فيه أكثر.
نعمان أصلان