الوحدة : 2-4-2023
حين كانت نانسي عجرم في سنّ ال 12 وهي تتقلّد الميدالية الفضية في مسابقة للمواهب، عن فئة الطرب الشعبي، استضافتها إحدى المحطات التلفزيونية..
وفي هذا اللقاء الذي غنت فيه (قلبي سعيد ويّاك ياحياتي)، وبحس مرهف أطربت الجمهور، علقت الممثلة والإعلامية مادلين طبر أن حضور نانسي فوق الوصف، وتوقعت لهذه الطفلة أن تكون من نجمات لبنان.. لكنها، (طبر)، كانت ضد ظاهرة أن يغني الصغار في المحلات والمرابع الليلية بهذه السن.. وأضافت أنها كانت تحزن على جورج وسوف وهو يغني بأجواء باردة في المحلات الليلية بلبنان وسورية.
في ذلك العمر أصدرت نانسي 7 أغاني خاصة بها ضمن شريط كاسيت، وكانت المهرجانات تحتفي بموهبتها، وكذلك كانت مطلوبة لإحياء الحفلات الخاصة. ومثلها ظهر للوسوف كاسيتات وهو طفل، وانتشرت كما النار في هشيم الجمهور ..
* * *
أم كلثوم.. كانت أرياف مصر ومدنُها تستضيفها، مع والدها وشقيقها، كموهبة ملفتة، وكمطربة معجزة، وكانت تغني في الهواء الطلق، ودون ميكروفونات، بصوت جهوري واثق يُطلق هذه الطفلة كوكباً قادماً إلى سماء الفن..
وسحرت هذه (الكوكب الشرق) العالمَ العربي، من المحيط إلى الخليج، وذلك خلال نصف قرن من الاحتراف (1924 – 1974) وما تزال الى الآن، تردد الأجيال (أنت عمري) و (حب إيه) و (أنساك) و (لسا فاكر) و (الرباعيات) و (الأطلال) …
* * *
جورج وسوف، حين ذهب إلى صباح فخري، وكان نقيباً لفناني سورية ليأخذَ بركة وإذن النقابة بالغناء صَدَمه حين قال له: (شاطر روح عند الماما.. وبس تكبر تبقى تعا)..
واخترق الوسوف بموهبته المسارح والملاهي، وغنى في الشام وحمص و طرطوس و لبنان و آمن بصوته المعجزة ملحنون وشعراءُ، وإعلاميون، ومتعهدون، وتوّجوه سلطاناً للطرب خلال نصف قرن ويزيد ..
* * *
الطفلة المعجزة (فيروز)، شقيقة نجمة فوازير رمضان (نيللي) أذهلت كبارَ مخرجي السينما المصرية وسطعت موهبتُها على الشاشة الكبيرة كطفلةٍ نجمة بين النجمات، وهي ترقص، وتغني، وتقلّد، وتُمثل، وتستعرض..
ومثلها (نعيمة عاكف)، التي برشاقتها وشقاوتها وخفة دمها وصوتها أذهلت جمهورَ السيرك الذي كان يديره والدها ويجوب، باستعراضاته، ساحات المدن الكبيرة، لتتحول هذه الطفلة، تالياً، إلى عالم الرقص والتمثيل، ولتصبح أيقونة لاتتكرر وهي التي تغلغل السرطان بجسدها الرشيق لترحل بعمر ال 36 وهي في ذروة عطائها..(الراقصة الروسية انستازيا، الذائعة الانتشار في مصر صرَّحت مؤخراً أنّ ملهمتها في الرقص نعيمة عاكف).
خلاصة القول:
المواهب الحقيقية قدرُها أن تبزغَ، وتسطع، وتحلق، وتتألق، وتجوهر، وتستمر، تاركةً خلفها كلَّ الحواجز والعوائق بما فيها من آراء وعتب وانتقادات ..
جورج إبراهيم شويط