كذبة نيسان

الوحدة 1-4-2023

منذ الطفولة يمر اليوم الأول من نيسان في حياتنا بكثير من الفكاهة والدعابة. اعتدنا على نسج الأكاذيب (البيضاء) على هيئة مقالب طريفة تنشر جواً من الضحك بيننا.
وبعض المقالب المزعجة أحياناً، التي تفعل فعلها خوفاً أو حزناً لدى البعض، وكثيراً من الضحك لدى الفريق ذي (الظرافة) الثقيلة.
و تبقى لهذا اليوم المميّز ذكرياته التي تعلّق بين ثنايا الذاكرة، بكلّ ما أوتيت من حنين.
واليوم يعود هذا التاريخ الظريف من جديد، ونحن تحت وطأة كثير من الهمّ و الكآبة بظروف قاسية تكمد القلب. و أكثر ما يجول في خاطرنا أن ندلو بدلونا لنشارك في فعاليات الكذب المهضوم في هذا اليوم الربيعيّ الجميل..
تجولت مليّاً بين أفكاري لأبتدع كذبة بلون جديد تحمل إلى قلوبنا أي ضحكة أو فرحة.. أو ربما تغيّبنا قليلاً خارج دائرة الحزن.
هل سنقول: إن حياتنا خرجت من واقع الضّيق إلى واقع الفرج؟
أم سنقول: إن من نحبّ من الراحلين بأجسادهم، الحاضرين بأرواحهم قد عادوا في صباحات نيسان المنعشة بكثير من الأمل و الفرح، فنملأ شرايين قلبنا من عطر أصواتهم، و تهدأ الروح إلى دفء حنانهم إلى حين.
أو ربّما سنقول : إن فزعة القلوب من الزلزال المدمر قد أعادت النفوس والعقول إلى رشدها، فتوقّف الناس عن الأذى و الضغينة و الحقد، و ابتعدوا عن الخيانة و الغدر، فعادوا إلى مكامن الإنسانيّة و المحبة لتنتشر الرحمة و الرأفة بين حنايا القلوب.
آه منكِ يا كذبة أول نيسان كم نحن بحاجة إلى قليل من الفرح و راحة البال!
و ها نحن نضم صوتنا إلى صوت الرائعة فيروز حين غنت بكثير من اللهفة:
تعا و لا تجي و اكذوب عليي
الكذبة مش خطيّة
اوعدني أنو رح تجي
و تعا….. و لا تجي.
كل نيسان و لا يبقى من الكذب إلا جميلهُ….
كل ربيع و أنتم جميعاً بألف خير.

نور محمّد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار