الوحدة: 28- 3- 2023
لدى توجه إحدى السيدات لشراء الخضار وتحضير وجبة الإفطار لأفراد عائلتها الصائمين في شهر رمضان الخير، لم تتمكن وحسب قولها إلا شراء القلة القليلة من قطع الكوسا والبطاطا والبندورة، ليلفتها البصل الذي لا يمكن الاستغناء عنه كمادة أساسية في الطبخ.
وعند سؤال البائع عن سعره اكتشفت أنه يحتاج إلى سبعة أضعاف ماتبقي في (جيبها)، وهنا اكتفت بشراء حبة بصل واحدة بتسعمائة ل. س حسب قولها.
ولكن السؤال المحيّر هنا :
لو اكتفت تلك السيدة بشراء حبة واحدة من البصل وبشكل يومي، كم سيبلغ ثمن ٣٠ حبة بصل خلال الشهر؟ وكم سيتبقى من دخل تلك الأسرة الشهري (الراتب) الذي لايتعدى ال١٠٠ ألف ل. س أو أقل ربما؟
والسؤال المعجزة الآخر:
كيف لتلك الأسرة وغالبية الأسر السورية تأمين بقية احتياجات ومواد تحضير الطعام على مدار الشهر؟!! بالإضافة لألف بقية وبقية من متطلبات الحياة الأخرى سواء مصاريف تعليم أبنائهم أو أجور تنقلات وفواتير اتصالات وكهرباء ومياه ولباس وأدوية أو كشوفات وتحاليل طبية في حال وجود حالة مرضية أو دفع إيجار سكن أو ثمن وقود تدفئة أو غاز منزلي أو مخصصات تموينية وغيرها الكثير… حيث تقدر قيمتها بحوالي تسعمائة ألف ل.س، أي ما يعادل تسعة أضعاف ذاك الراتب الهزيل.
وهنا لا يسعنا بعد القول والحديث السابق ذكره إلا الصمت بحيرة أمام شيء ” يضع العقل بالكف”.
جراح عدره