الوحدة: ٢٢-٣-٢٠٢٣
غداً يحلّ (رمضان) ضيفاً عزيزاً مباركاً، وبحضوره تستعيد الذاكرة رمضانات خَلت، بكل ما فيها من طقوس ونفحات و(لمة عائلية) على موائدَ، كانت تجمع على مساحتها كلَّ مالذّ وطاب من طعام وشراب افتقدته غالبيةُ الأسر السورية.
في رمضان التأمل، والتفكُّر، والصفاء، والتسامح، ودفقات المحبة نحو القريب والغريب ثمة أوقات ننتظرها بشغف المشتاق:
فمن يذكر مدفعَ الافطار ؟
من يذكر المسحراتي؟
من يذكر بث الإذاعة وبرامجها المشوقة؟
من يذكر الأطباق التي يتبادلها الجيران بين بعضهم، وبهذا التناغم الجميل تتنوع أصنافُ المائدة وتتلوّن؟
من يتذكر البرامج التلفزيونية والمسلسلات التي تتوزع على مدار 24 ساعة من البث، وبرامج منها “الفوازير” والمسابقات؟
حينها لم يكن هناك تقنين، ولا قطع، ولاوصل، وكانت الأسعار في متناول الجميع..
للأسف، كل ذلك بات مشاهد في الذاكرة نتمنى أن نكررها!!!!
لكن الواقع يفرض علينا إيقاعَ التساؤل:
فمن يستطيع تمرير متطلبات شهر رمضان، وبعدها متطلبات العيد؟
من يُدخِل البهجة إلى قلوب الأطفال؟ أطفال الحرب، والحصار، والجوع، والحاجة الملحة..أطفال الخوف من كورونا..والأطفال الذين شاءت الأقدار أن يعيشوا طقسَ الزلزال بتداعياته ومضاعفاته، وكل طقوس الوجع والحرمان؟
هل تتضافر جهودُ الحكومة، بكل الوزارات المعنية، ومعها الجمعيات الأهلية، والفعاليات الاقتصادية، ومعها مساعداتُ المغتربين، والخارج، وأهل الخير، لنوفر أرضية مقبولة، ليعيش السوريون شهر رمضان، شهر الخير، بكل معانيه وتجلياته؟
رنا رئيف عمران