العـــــدد 9343
الخميــــــــس 9 أيار 2019
يشكو كثير من المواطنين من عدم وجود اهتمام وعناية بحدائق الأطفال التي تقع بين الأحياء, فهذه المنشآت التي يقصدها مئات الأشخاص يومياً بهدف تمضية الوقت والراحة وتأمين مكان للعب الأطفال والترفيه والتسلية لهم تفتقر لوجود مقاعد للجلوس وإن وجدت فهي لا تسر عين الناظر إليها حيث لا يوجد فيها سوى الهيكل الحديدي وهي على وضعها الحالي منذ عهود.
غياب المرافق الصحية
زرنا بعض حدائق الأطفال بالمدينة, فقصدنا حديقة جامع الروضة الواقعة ما بين المشروع الأول والمشروع الثاني والتقينا عدداً من الزوار حيث حدثتنا (أم فادي):
نحن أهالي الحي نطالب بضرورة الاهتمام بحدائق الأطفال وتوفير مقاعد للجلوس فيها ونوهت إلى عدم وجود المرافق الصحية من حمامات ومغاسل وصنابير مياه للشرب والتي إن وجدت تكون غير نظامية فضلاً عن عدم توفر بوفيه وساحات رملية للعب الأطفال وأكدت بأن منظر الحديقة في الوقت الحالي غير حضاري والجميع يلاحظ منظر مقاعد الجلوس التي تم الاعتداء عليها من قبل المراهقين وجامعي القراضة والعابثين بهذه المرافق البيئية الهامة مرجعة سوء حال حدائقنا إلى عدم وجود توعية بأهمية الحدائق وربما إلى اللامبالاة أو عدم وجود قوانين تضبط سلوك المراهقين والعابثين, متسائلة لماذا لا تتم مراقبة حدائقنا بكاميرات مراقبة توضع بأماكن غير مرئية لمراقبة العابثين والمخربين والمطالبة بصيانة تلك الحدائق ومقاعد الجلوس ومرافقها العامة والقيام بحملات توعية عبر كافة الوسائل المرئية والمكتوبة والتواصل الاجتماعي للحد من العبث بممتلكات حدائقنا العامة كونها ملكاً للجميع دون استثناء وتحفيز الجوار من أجل الحفاظ عليها وزراعتها بالأزهار مشيرة إلى أن المدن أصبحت مقترنة بوجود الحدائق التي تعد متنفساً فسحة بيئية هامة لسكان المدن.
مكبات للقمامة
ثم قصدنا حديقة (الكاتب) الواقعة في المشروع الأول قرب المؤسسة السورية للتجارة فأكد لنا حيدر رزوق إن معظم حدائقنا غير نظيفة فعند دخولك من باب الحديقة تلاحظ أكوام القمامة التي أصبحت مكباً ومقلباً للحي فكيف إذاً داخل الحديقة فهي غير نظيفة وتفتقر للنظافة بشكل عام وكافة مقاعد الجلوس ضاعت معالمها الخدمية وأكد بأن العابثين هم من يشكلون الخطر على هذه الحدائق ويقومون بنزع وخلع خشب المقاعد متمنياً على الجهات المعنية مراقبة دخول المراهقين والزعران والسماح للعائلات والأطفال فقط بالدخول من خلال موظف مسؤول داخل الحديقة وأكد رزوق بأن الكثير من العائلات والأهالي وخلال الفترات المسائية وأيام العطل يأمون الحديقة فلا يجدون المقاعد التي يمكن الجلوس عليها ولا الحمامات ولا المغاسل الجاهزة ويكون غالبية ألعاب الأطفال مهترئة ومنزوعة وبحاجة ماسة إلى النظافة وتقديم الخدمات اللازمة لها مؤكداً على ضرورة قيام المجتمع المحلي بالمحافظة على الحدائق وتقديم ما يمكن تقديمه لتحسين واقعها باعتبارها متنفساً للعائلات وخصوصاً الأطفال والذين يقصدونها من أجل الاستمتاع واللعب ولفت رزوق إلى أن معظم حدائقنا مهملة وغير مجهزة بمرافق جذب وهي بحاجة ماسة إلى الكثير من التطوير والصيانة وأن هذه الحدائق غير مناسبة للعائلات في ظل وجود الكثير من العابثين والمراهقين الذين يتلفظون بكلمات نابية، متسائلاً أين المقاعد وكيف تركت دون وجود عمال مسؤولين عنها ولماذا لا يتم قفل الحدائق ليلاً منعاً لعبث العابثين بها لرسم الخطوط الصحيحة لهذه المرافق الهامة.
هيكل حديدي وحسب
ومن هذا القبيل انطلقنا إلى الحديقة الواقعة نهاية أوتوستراد الزراعة مقابل مقهى فينيسيا فلم نشاهد لا عائلات ولا أطفال ولا مرافق صحية ولا بوابات دخول وخروج فسألنا أحد الجالسين على الحشيش الأخضر واسمه قصي علي لماذا لا تجلس على المقاعد فقال: لا يوجد أي شيء يسند هذه المقاعد سوى هيكلها الحديدي, فهذه الحديقة لا تناسب لأن تكون متنفساً للعائلات والأطفال فهي تفتقر إلى المرافق العامة ولا توجد فيها مقاعد جاهزة ومعظمها مهمل وغير مجهز وبحاجة إلى صيانة وعمال نظافة وحراسة لمراقبة المراهقين العاطلين عن العمل الذين يقصدونها خاصة خلال الفترات المسائية مشيراً إلى أن هذه الأسباب أدت إلى عزف الأهالي والعائلات عن هذه الحديقة كونها غير مخصصة للعائلات ولكون تصرفات المراهقين تشكل ازعاجاً للزوار مشيراً إلى أن الكثير من الشبان يقومون بإتلاف وسرقة أخشاب المقاعد المخصصة للجلوس وذلك في ظل عدم وجود عناصر مراقبة تمنعهم من القيام بذلك.
للعائلات فقط
انطلقنا إلى حديقة مشروع البعث الواقعة بالقرب من صيانة مؤسسة المياه ومقهى رند حيث لم يختلف المنظر العام فيها عن سابقاته فهو لا يسر عين الناظر أبداً وذلك لأسباب اجتمعت لتصل الأمور إلى ما هي عليه الآن وحتى نقترب من الواقع التقينا عدداً من الزوار فقد دعت (ميرنا يوسف) إلى ضرورة تخصيص هذه الحدائق للعائلات فقط وعدم دخول الفئة الشبابية بشكل فردي خصوصاً وأن تصرفاتهم تشكل قلة للآداب العامة وأكدت بأن حدائقنا تتعرض بشكل يومي إلى اعتداء من قبل شباب ومراهقين يقومون بإتلاف مقاعدها وسرقة بعضها الآخر وأكدت بأن المقاعد والألعاب والحمامات بحاجة كبيرة إلى جهود لصيانتها مؤكدة على ضرورة وجود مراقبة وتوعية للمحافظة عليها مؤكدة بأننا كعائلات نشكل للبلدية حول واقع هذه الحدائق دون أن يستجاب لنا مؤكدة على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة وتقديم النصائح والإرشادات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين من أجل المحافظة على حدائقنا.
وعلى قدر معاناة الحدائق من العابثين بها والمخالفين للآداب العامة فيها وإذا ما أخذنا بالاعتبار بأن الغاية الرئيسية التي أنشأت لأجلها ومن أجلها الحدائق وفي ظل ضبابية الآليات المعمول بها حيال تلك المرافق فلابد لحدائقنا العامة أن تكون محمية بأسوار وبوابات وذلك من أجل رعايتها والمحافظة عليها و أن تفتح في مواعيد مخصصة وتغلق أيضاً بمواعيد محددة وألا تترك بشكل عشوائي وأن يكون لها موظفون مخصصون لمراقبتها ومراقبة روادها ومن يعبث بمحتوياتها كمقاعد الجلوس والحمامات والألعاب وكذلك حماية الزهور والأشجار فيها.
ولاشك في أن قلة التدابير الاحترازية لحماية الحدائق تؤدي إلى قيام بعض أصحاب النفوس الضعيفة والسيئة بالعبث بممتلكاتها كتكسير وخلع المقاعد وإتلاف صنابير المياه ومصابيح الإنارة.
وأخيراً
إن الاهتمام والعناية بالحدائق لا يقتصر على مجلس المدينة أو دائرة الحدائق أو عامل الحديقة بل هو واجب أخلاقي ووطني يجب علينا أن نكون جميعنا مسؤولين عنه وأن نعطي هذه المرافق الأهمية التي تستحق من أجل المحافظة عليها بأن نعمق ذلك الشعور في نفوس أطفالنا، كما ولابد من وضع القوانين التي تمنع من تسول له نفسه الاعتداء والتخريب والعبث أو الإساءة بالآداب العامة داخل الحدائق من ارتكاب هذه المخالفات تحت طائلة تطبيق العقوبات بشكل جدي وفعلي عليه حتى يحترم هذه المرافق العامة ولا يتجاوز على أملاكها ولا آدابها.
بثينة منى