العـــــدد 9343
الخميــــــــس 9 أيار 2019
حزمة أعياد أشرقت بها أيامنا لكل منها اسمه وطقسه ومناسبته، وهي بمجملها للربيع تنتمي، ولها من ألوانه فيض جمال ونبض عطاء وفي أعيادنا يصح القول:
إذا كان للماضي من جمال فإن جماله لا يظهر إلا في استعادة الأشياء الجميلة منه وأجملها على الإطلاق الأعياد التي يتعانق فيها الماضي مع الحاضر ليصنعا المستقبل.
كثيرة هي الأحداث التي ترسخت في وجداننا واستوطنت تلافيف ذاكرتنا الجمعية وغالباً ما يكون لعودتها عبر دورة الزمن وهج في نفوسنا نستقبلها بكثير من الاهتمام والوفاء ولأجلها نقيم الطقوس التي تجسد صورة الإخلاص للمناسبة أو الحدث.
الأسبوع الماضي كنا على موعد مع عيدين توجا فرح النفوس ودغدغا عواطف النفوس هما عيدا العمال والشهداء وبهما توجنا موسم الفرح الربيعي وكلنا ثقة أن القادم أجمل.
ولأن للعيدين بريقاً وشروقاً نقول: صباح الخير لمن لهم في كل إنجاز هوية وفي كل بناء راية.
صباح الخير لعرق الجباه وسمر السواعد تنتج قمحاً وتصنع خبزاً وتبني وطناً وترداد كل ميدان جديد.
صباح الخير لمن بهم تصل الشعوب إلى عزة غدها رغم المستقبل صباح الخير لمن يستندون على معاولهم استعداداً لإعادة الإعمار حيث الرحلة طويلة والهمة على قدر المهمة.
صباح الخير للصامدين يدفعون مسيرة التنمية ويصلحون ما خربه الإرهاب أما شهداء سورية الذين تماهوا بالوطن تراباً وتراثاً وتاريخاً وعجنوا بجراحهم رغيفهم اليومي حتى استحقوا الشهادة فهؤلاء كانوا ولا زالوا مشاعل نور على دروب الحياة، هؤلاء تقف الكلمات مكسورة عاجزة وينضب المداد وتتحشرج حناجر الأقلام وتفقد اللغة على رحابتها قدرتها التعبيرية عند الحديث عن عظيم تضحياتهم فصباح الخير لمن عمّدوا بالدم طريق الأمنيات.
صباح الخير لمن لهم نقف خاشعين نردد الصلوات في طقس يومي وليس سنوياً، صباح الخير لمن بهم يبدأ الربيع ولا ينتهي.
إبراهيم شعبان