بين الشط والجبل…صباحات بلون الحلم

العــــــــــــــدد 9342

الأربعاء 8 أيــــــار 2019

 

كلّ القصص التي احتوتها صناديق أحلامنا كان فيها شيء من الغرابة، هي قطع سكّر تناثرت في حضرة اللهفة، وشيئاً فشيئاً ذابت على شفاه الوقت!
هذا القليل من الحلم كان كافياً أن يمشي فوق حشائش القلب كغزال شارد دون أن يؤذي خضرتها، هو فقط أشعل فيها وهج الحنين وترك رسالة تقول: لقد مرّ حلمي من هنا!
***
كتب (بلزاك) إلى أخته كلمات قليلة لكنها مضيئة وذلك في لحظة عريّ صادق مع الروح: (إنني جوعان يا لورا.. هل تتحقق الرغبتان اللتان أصبوا إلى تحقيقهما في آن واحد، وهما أن أكون محبوباً ومشهوراً في الوقت ذاته)
هي رسالة من القلب عبرت قارات العالم دون صندوق بريدي أو عنوان محدد وبقيت خالدة مع الوقت.
***
كل القصص التي مررنا بها كان فيها أبطال استأثروا الحلم وسيجوا الروح بعطر الزوايا، هم من ضمّدوا جراحاتنا وحفظوا ما تبقى من ماء الوجه في زمن تشابهت فيه خرائط الحزن في مدن عيوننا، وطعم المرّ في فناجين قهوتنا الصباحية، هم من لملموا شظايا انكساراتنا فوق مرايا التعب!
***
تساؤلات كثيرة تحضرنا.. هل تغسل أمطار الأمل غبار القلوب، هل تشاركنا هذه الرغبة العارمة في أن نبدأ صباحات جديدة، نفتح أبواب المجد ونواجه بكل ما أوتينا من شجاعة كل المحاولات الفاشلة والحاقدة للنيل من إنسانيتنا وإيماننا بالآتي!
هي الرغبة ذاتها التي هتفنا لها ونحن أطفالاً نهدد العالم بمشيتنا الأولى قائلين بطريقة أو بأخرى: (نحن جميعاً نشارك في الخلق، وما علينا إلا أن نتفتح كما تفعل زهرات اللوتس، حتى نظهر ما كان كامناً فينا من إبداع وجمال ومحبة)..

منى كامل الاطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار