الوحدة 16-2-2023
لاشك بأن ما مررنا به من كارثة إنسانية قد ترك الأثر السلبي الكبير في نفوس الكبار قبل الصغار، هذا ما قاله السيد أحمد وأضاف: إلا أنه أحدث حالة من الخوف والهلع عند أطفالنا الأبرياء لأنهم تعرضوا لحدث لا يعرفون عنه أي شيء ولم تمر عليهم لعنة الكوارث بشكل أو بٱخر، لذلك وجب علينا أن نقدم الدعم النفسي لهؤلاء الأطفال بطريقة علمية بحتة بحيث نستطيع من خلالها أن نزرع شيئين مهمين في ذاكرة أطفالنا ألا وهما حقيقة الكوارث وكيفية التعامل معها على ألا نهول الحقيقة بشكل سلبي، بل يجب علينا أن نعطيهم جرعات من التفاؤل والأمل والسلام، وذلك عن طريق الدعم النفسي الذي يتمثل بشحذهم بطاقات من حب المعرفة والاستطلاع من خلال الصور وبعض البرامج الخاصة بالحدث وكيفية التعامل معه في زمانه ومكانه الصحيح، كما أنه يجب علينا أن نبرهن لهم مدى مصداقية الكلام من خلال قراءات، ولو كرتونية على أن يكون أبطال تلك القراءات هم أطفال من ذات الأعمار بعقلهم الكبير وتفكيرهم السليم. السيدة سندس إبراهيم أسعد سيدة من حي العسالية المنكوبة حدثتنا قائلة : لحظات صعبة عشتها مع ولدي كرم داؤد ابن العشر سنوات الذي أصيب بحالة من الذعر والخوف لأنه رأى بعينه سقوط منازل الجيران ، من أصدقائه وأهلهم وسمع أصواتهم، وتفاقم الوضع عندما علم بوفاتهم وفقدانهم، فقد رفض الطعام والشراب ولم يعد يقوى على تلبية حاجاته، وكذلك حزن على منزلنا الذي لم يعد آمناً وغير صالح للسكن، والآن أحاول دعمه نفسيا وهذا يتطلب وقتاً للعودة،وتقبل القضاء الذي كتب لنا وأطلب من أبناء المنطقة التي لجأنا إليها،وأولاد الأقارب التعامل معه واللعب ربما يكون العلاج برفقتهم. السيدة هيفاء إسماعيل مشرفة ومتطوعة للمساعدة قالت: أما بالنسبة لترفيه الأطفال ضمن مراكز الإيواء فهذا بحد ذاته إيقاع يطرق باب فؤادهم حتى يطرد الخوف الذي داهم أحلامهم الوردية مما تراءى لهم، ومما تعرضوا له من جراء ذاك الزلزال الذي زرع الخوف والرعب ودمر الكثير من حولهم فلا بد أن نمد يد العون ولو بأبسط الأشياء لأطفالنا حتى نمحو صورة من صور الخوف ورسم ٱفاق جديدة وزرع مواعيد للفرح للنور للبحر وللسماء في نفوسهم قليلاً من الألعاب تعطي جرعات كبيرة من التفاؤل وحب الحياة.
معينة أحمد جرعة