العـــــدد 9338
الأربعـــــــاء 24 نيسان 2019
الحاجة أقسى وجع في الحياة.. وعندما ينخر الفقر عظام الإنسان تهون كل الآلام، هذا ما قالته أم منتجب (غفران مشلدح) التي تهجرت من قريتها مع بداية الحرب، بعد أن خسرت كل ما تملك إلا نبض قلبها الذي وهبته لعائلتها، فلم تعد امرأة تبحث عن حاجات رفاهيتها، أصبحت كالجندي المرابض على الجبهة، تكافح رغم الألم لتنقذ عائلتها من الفقر ومن وجع الحرمان، تؤمن بالفرج القريب رغم آلامها، وتقول عن رحلة كفاحها: تركت القرية أنا وزوجي وأولادي الخمسة من ريف حماة بعد أن خسرنا كل ما نملك إلى طرطوس لمواجهة مصيرنا من الفقر والحرمان، استأجرت بيتاً صغيراً لعائلتي بمبلغ ٤٥٠٠٠ وراتب زوجي المدرس ٣٠٠٠٠ بعد حسم القروض، لا نملك إلا المعونة التي حرمنا منها لاحقاً بعد أن تمّ اعتبارنا من سكان طرطوس الأصليين ولم يؤخذ بعين الاعتبار خسارتنا وضياع أحلامنا.
ليس بالأمر السهل إيجاد عمل، تنوعت الأعمال التي عملت بها فلم أترك عملاً لم أجربه إلى أن انتهى بي المطاف على أحد الأرصفة أخبز وأبيع الفطائر على الصاج من الثامنة صباحا حتى آخر النهار، أنتظر الفرج كل يوم والأمل لن يموت من أجل إنقاذ عائلتي من الفقر والحاجة ودفع الدين الذي تراكم ثمن ما اشتريته للبدء بالعمل، الحياة وجع لا ينتهي، بعد أن خسرنا السيارة ودفء بيتنا الذي لم يبق فيه شيء، ومزرعة الأبقار المكونة من أربع أبقار لم نحصل على تعويض الأضرار حينها لعدم إمكانية تأمين فاتورة مياه، ونحن في الريف كنا نشرب من بئر ارتوازي خاص بنا، ورغم ضبط الشرطة فقدنا حقنا، عائلتي وأولادي هم الحلم الوحيد الذي يدفعني للعمل والصبر والتحمل، أولادي ثلاثة بالجامعة واثنان في المرحلة الثانوية.
وأمنيتي واحدة تأمين أجور عمل جراحي لابنتي زرع قزحية بالعين اليسرى وهي عملية مكلفة، أحتاج للمساعدة فلا يكفيني عملي ولا عمل زوجي إلا لتأمين قوتنا اليومي وسداد الديون.
زينة هاشم