الوحدة:٣٠-١٢-٢٠٢٢
هل سبق لكم أن التقيتم، أو تواصلتم، أو سمعتم عن متنبئ أو منجّم، أو فلكي ، أو حتى قارئة كفّ أو أبراج، ممّن يدّعون السباحةَ بين الأفلاك والنحوم، أو ربما الغوص، بمهارة كلامية، إلى العالم السفلي ومن ثمّ الفضائي، كي يلتقطوا وَحيَاً أو إشاراتٍ لكل الإجابات ، وللحال يقدّمونها لكم على طبقٍ متخيَّل يُلبّي مطالبكم وأسئلتكم وحاجاتكم، من مثل:
علاقة أوارتباط أوحب وزواج- عقارات وقضايا ميراث وأملاك – الحصول على منصب أو مركز مهم – بحبوحة مالية أو ثراء – عدد سنوات العمر – شفاء من أمراض – كشف سرقات …
مثل هؤلاء حاضرون بين ظهرانينا بقوة وبوجوه متعدّدة، وهم يحتلون الإذاعات ومختلفَ منابر الاعلام الكلاسيكية والحديثة، وكذلك (الفضائيات)، التي تكون لهم مسرحاً مشرَّعاً في احتفالية رأس السنة ..
فأية قوى خارقة للطبيعة يمتلكها هؤلاء الجهابذة، وأية فنون يكتسبونها لإقناع الآخر بتنبؤاتهم، وعلى ماذا يستندون من علومٍ ومعتقداتٍ ومعارفَ يُحاجِجون بها؟؟
ثم لماذا يلجأ البعضُ لهؤلاء بقناعة تامة منهم، أنّ عندَهم الخبر اليقين؟؟
في رأس السنة سيُتحفنا أولئك الذين (…..ولو صدقوا) بما في جُعبهم من تخيلاتٍ وشعوذات، وسنصغي إليهم صاغرين وباهتمام وتركيز جماعي ملفت، وسنناقش ماأفردوه أمامَنا من توقعات عن السنة الجديدة، وسيُفحِمونا أنّ بعضَ تنبؤاتهم عن العام المنصرم قد تحققت وأذهلت، وستطل علينا متنبئاتٌ حسناوات، ومعهنّ مؤلفاتُهنّ الضخمة الجديدة عن (عالم الأبراج)..
أما نحن، ومن كل هذه الخلطة، سنبحث عن نبوءاتٍ سعيدة خاصة بنا كسوريين متمنّين أن تقول لنا إنَّ العامَ الجديد سيحمل لنا (انفراجاتٍ في كل شيء) وعلى صعيد كل شيء، وسنبقى متمسكين بأطراف ثوب الحلم والأمل حتى الرمق الأخير..
رحم الله العجوز البلغارية العمياء فانغا (1911 – 1996) التي مازالت تنبوءاتها تثير الجدل، حتى بعد مرور 25 عاماً على رحيلها وآخرها نبوءتها عن (الحرب الروسية الأوكرانية)، وأنّه في عام 2023 ستسلط الشمس غضبها على كرتنا الأرضية التي ستشهد انزياحاً عن محورها سيزلزل كيانها!!!!
فهل تتحقق نبوءة العجوز المرحومة (فانغا) لاقدّر الله؟؟
جورج إبراهيم شويط
تصفح المزيد..