احــكيلي احــكيلي.. منــارة جـــديدة للطفولــــة في اللاذقــــية

العدد: 9337

23-4-2019

كلّ منا يبدع في مجال ما، ولو فكرنا في أوقات فراغنا أن نعطي للآخرين مما نبدع به ونحبه بمبادرات شخصية أو مجتمعية دون الوقوف مكتوفي الأيدي لكان مجتمعنا الآن بأفضل حال مما هو عليه الآن على الأقل من ناحية بناء الإنسان الخلوق الغيور على وطنه والمحب لمجتمعه.
السيدة هند حيدر من هؤلاء الذين لم يقفوا موقف المتفرج بل عملت على ترجمة محبتها للأطفال إلى واقع جميل أحبت من خلاله تقديم الفائدة والمتعة والمرح لأطفال سورية الذين عانوا ويلات هذه الحرب بمبادرة شخصية منها في البداية لتتحول فيما بعد إلى مؤسسة هادفة (احكيلي.. احكيلي) التي ترعى الطفل وتهتم به ومعها العديد من المتطوعين.

حدثتنا عن شغفها بالطفولة والأطفال واهتمامها بعالمهم وبأساليب التربية وفنونها بالإضافة لاهتماماتها الأخرى بذوي الاحتياجات الخاصة واضطرابات طيف التوحد وصعوبات التعلم عند الطفل ولذلك قررت أن تصقل معلوماتها واهتماماتها فالتحقت بالعديد من الدورات التدريبية الميدانية والالكترونية في هذا المجال وهي الحاصلة على شهادة هندسة الطاقة الكهربائية من جامعة تشرين بالإضافة إلى إجازة في التربية وعلم النفس من جامعة المرقب في ليبيا، وكتبت الكثير من قصص الأطفال في هذا المجال، وأضافت: وكان الواجب يرتب عليّ أن أمنح علمي ومعرفتي لأهل الأطفال وذويهم وفكرت كثيراً بسبيل يصلني إلى هدفي وخاصة بعد ملاحظتي لوجود فقر كبير في أدب الطفل في وطننا حيث أن معظم قصص الأطفال الموجودة وفي متناول أيدي أطفالنا عبارة عن أدب مترجم ولمست الحاجة الماسة الى قصص هادفة تحمل في معانيها ومضمونها الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة والمثل العليا وتحمل بين طياتها أهدافاً تربوية وتعليمية، فتبلورت الفكرة لدي وأنشأت مؤسسة (احكيلي احكيلي) التطوعية لشؤون الطفل لتكون منارة لتحقيق الهدف الذي أصبو إليه في نيسان العام الماضي، وكانت البداية عبر نشر قصص للأطفال من تأليفي على شبكة الانترنت وأرفق كل قصة بفيديو وصور لكي تصل الفكرة التربوية إلى أذهان الأطفال حيث لاقت قصصي رواجاً كبيراً لدى الأطفال، ومن ثم أصدرت مجلة الكترونية أيضاً باسم (احكيلي احكيلي) للأطفال تتضمن قصصاً ومعلومات عامة ومقالات تربوية ومشاركات من الأطفال.

وتضيف حيدر: لقد تم نشر قصصي في العديد من الصحف والمجلات العربية الورقية ونلت عليها العديد من التكريمات والأوسمة، وبعد ذلك انتقلنا إلى المرحلة الثانية من مشروعنا التربوي عبر إجراء جولات ميدانية إلى روضات ومدارس اللاذقية الخاصة والعامة بالإضافة لمنطقتي القرداحة وجبلة في الريف والمدن إضافة لمعاهد ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وقد انضم إلى مجموعتنا العديد من المتطوعين من كافة الاختصاصات من أطباء ومهندسين ومدرسين وطلاب جامعة وتتضمن جولاتنا تنفيذ نشطتنا التطوعية المجانية من قراءة قصص للأطفال من تأليفي ومناقشة الأهداف التربوية مع الأطفال بالإضافة إلى معلومات توعية طبية للحفاظ على صحتهم من قبل أطباء متطوعين معنا وأيضاً لكسر الحاجز ما بين الطبيب والطفل كما نغني ونمرح معهم، بالإضافة لإجراء مسابقات أسئلة وأجوبة مع تقدمة جوائز لهم، وحالياً نسعى لتقديم أنشطة دورية في أقسام الأطفال في مشافينا لمشاركتهم أوجاعهم والترويح عنهم بعض ما يعانونه.
وذكرت حيدر إنه بالإضافة لما سبق فقد نظمت المؤسسة أيضاً العديد من المسابقات على صفحة المؤسسة تضمنت مواهب الأطفال من رسم وموسيقا وشعر ورياضة وأدب، حيث يرسل الأطفال إبداعاتهم وتقوم المجموعة بمنح شهادات تميز وتقدير مصدقة من المجموعة لتشجيعهم على الإبداع والتميز أيضاً ومنح المعلمين الذين تميزوا في عطائهم وإخلاصهم في عملهم في تأدية رسالتهم الإنسانية وإظهار كل ما هو جميل ومميز في أطفالنا شهادات تميز وشكر وتقدير.
واختتمت الكاتبة هند حيدر: فكرتنا بسيطة وهي عبارة عن تقديم شيء بسيط ورمزي لجهد إنسان أخلص في عمله وأبدع في مجاله ليكون دافعاً له للاستمرار وذلك بغاية أن تتضافر كل جهودنا هذه في بناء جيل قوي ومتماسك مثقف وواعٍ وخلوق ليزهر ربيعنا في سورية الحبيبة.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار