العـــــدد 9336
الأربعاء 17 نيسان 2019
تطالعنا الأبحاث التربوية بشكل دوري بمجموعة من الأساليب التعليمية الواجب تطبيقها في مدارسنا لتكون أداة مواكبة لتطورات العصر وتغيراته التقنية في محاولة لربط التعليم بمتطلبات المجتمع والعمل على التصاقه به، ومن هنا فقد أكدت الدراسات التربوية أن التعلم والتعليم بالمشاركة أصبح أمراً ضرورياً في عصر تغيّر فيه الطالب من متلقٍ إلى مشارك بما تعلمه من وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي سهلت انتشار الفكرة والمعلومة الجيدة، وتعد المشاريع المدرسية المدخلة حديثاً إلى مدارسنا كنوع من هذه الأساليب التشاركية التي يُعول عليها الكثير فائدة ومردودية من الناحية التعليمية والتربوية نظراً لما تقدمه من خبرات ومهارات للطلبة المشاركين بها، لكن ماذا عن هذه المشاريع المدرسية على أرض الواقع؟ وما هي الآراء حول طريقة تقديمها وإنجازها؟
للإجابة على هذه الأسئلة كانت لنا لقاءات مع عدد من المدرسين والطلبة والأهالي، فكانت الإجابات الآتية:
× المدرّسة ليال زينّي – علوم طبيعية قالت: تُعرف المشاريع المدرسية بأنها فعالية أو نشاط يقوم به المعلم كمشرف مع طلابه في بيئة محددة وفق أهداف محددة، وهي أداة تقويم وتعلم معاً، إن المشروع المدرسي هو الذي يربط الطالب بالمجتمع داخل المدرسة وخارجها ويرسخ مهاراته نحو التقدم والثقة بمقدرات الذات الجيدة، ومن هنا أقترح تصميم استمارة خاصة بتقييم جودة المشاريع المدرسية للرفع من مستواها وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
× المدرّس حيّان محمد – جغرافيا قال: من خلال الواقع نجد أن هناك الكثير من المشاريع المدرسية الحالية ضائعة الهدف ولا ترتبط بمضمون تربوي قيمي في داخلها، وهنا أتمنى أن تخفف من الناحية العددية وأن تكون في مواد محددة وبمساهمة مرافق المدرسة المختلفة مثل المكتبة والمختبرات وقاعات الحاسوب وحديقة المدرسة لمساعدة الطالب لإنجاز تلك المشاريع وتكون وفق خطة تنفذها مجموعات طلابية وتحت إشراف مباشر من المعلم داخل أسوار المدرسة وبالتالي يتم الاستغناء عما تقدمه المكتبات التجارية كوجبات جاهزة لا فائدة منها تعود على المتعلم.
× السيدة هيلدا نصّار أم لطالبين في المرحلة الإعدادية قالت: المشاريع المدرّسية فكرة رائعة إذا كانت للمواد العلمية فقط كمادة العلوم لأنها تساعد الطالب على فهم المادة أما غير ذلك فهي تضيّع الوقت وتؤثر على التحصيل التعليمي للطالب، فما الفائدة أن أقدم مشروعاً أنقله من مرجع ما أو عن النت؟ لقد أصبحت المشاريع مكلفة للأهل حتى لو كان المطلوب أبسط المواد من المكتبة، عدا عن أهم نقطة في الموضوع وهي تقويم المعلم للمشاريع التي يتم تقديمها وخضوعها لمعايير تدخل ضمن نطاق البذخ أو الترف فليس جميع الطلبة لديهم القدرة على شراء مشاريع مكلفة وجاهزة…
× السيد بسام أزمرلي، مهندس قال: يجب أن ندرك بأن لكل مرحلة متطلباتها، فالمشاريع والأبحاث وجدت للمرحلة الجامعية عند اكتمال العملية التعليمية لدى الطالب، فما الفائدة من إعطاء مشروع لطالب في مدرسة تفتقر لمختبر أو لوسائل علمية تساعده على الشرح، الأفضل أن نجهز البناء الأكبر ومن ثم نذهب للتفاصيل لاحقاً، ومع التطور التكنولوجي وسهولة تلقي المعلومات لا أجد أي معنى لهذه الوسيلة، بل يجب الارتقاء إلى الطرق الالكترونية لاقتصاديتها مادياً وسهولة استخدامها ومواكبتها للزمن الراهن.
× الطالبة زهراء عثمان، الصف الثامن قالت: يجب مراعاة الطالب مادياً وتعليمياً لأنه في الأساس ليس الطالب من يقوم بهذه المشاريع بل أهله أو مكتبة جاهزة لتقديم هكذا خدمات، إن الهدف من المشروع هو تعليم الطالب ولكن ما نراه ليس كذلك، فكلما كان المشروع ضخماً زاد الاهتمام به من دون اعتماد أية معايير سليمة، وأتمنى أن يكون المشروع ورقة بخط يد الطالب يتحدث فيها عن شيء معين مفيد فذلك سيكون أفضل بكثير من مشاريع جاهزة مكلفة مادياً لا يتكلف الطالب فيها أي مجهود سوى عملية نقلها إلى المدرسة.
بقي للقول
يتخذ تقديم الفائدة والمعرفة للطالب عدداً من الأساليب والطرائق التي تصب في بوتقة واحدة وهي نجاح العملية التربوية والتعليمية، وإذا كانت المشاريع المدرسية تهدف إلى تعزيز استيعاب الدروس التي يتلقاها الطالب في المدرسة، لكنها وفي ظل الظروف الراهنة قد تكون عبئاً إضافياً على الطالب وأسرته، فقد أجمعت غالبية الآراء أن المشروع المدرسي يجب إعداده داخل المدرسة عن طريق العمل الجماعي، لتعزيز مهارات الطفل وتحفيزه على ابتكار الأفكار المفيدة والجديدة حتى يتم تفادي تقييم المشروع المدرسي على أنه لعبة أو ترفيه والتركيز عليه باعتباره من الأساليب التعليمية الجديدة التي تحتاج من المعلم بذل الجهد الفكري والمعنوي فيه أكثر من المادي، كما تحتاج إلى معلم مطّلع ومتطلع للجديد الذي يضيف لطلابه الكثير حيث يقوم كل طالب بعمل مشروع يحبه ويتعلم منه بنفسه.
فدوى مقوص