الوحدة 24-11-2022
في الوقت الذي تسابق فيه كثيرون لاقتناء أحدث أجهزة الخليوي ومفرزات الحضارة ..ابتعدنا كثيراً عن الكتاب ..واعتقدنا أن البديل أسهل وأسرع .. أصبحت الهواتف الذكية في متناول أطفالنا كقطعة حلوى ..كلما تذوقوا حلاوتها طلبوا المزيد .. لم يقتصر الأمر على ذلك ..بدأنا نفقد ثقتنا بالمدرسة ونلوم المدرسين على أدنى تصرف تربوي بحق أطفالنا، وربما نشجعهم على التمرد بطريقة أو بأخرى بحجة أنها التربية الحديثة ..ونركض في سباق سريع مع الدروس الخصوصية اعتقاداً منا أنها العصا السحرية التي ستسد الفجوة الحاصلة بين البيت والمدرسة ..رغم شكوى الجيوب .. و رغم أننا نمتلك كوادراً تدريسية عظيمة في مدارسنا هي أشبه بكنز دفين .. في الوقت ذاته ..هناك من يدرك أن القراءة هي غذاء العقل بالدرجة الأولى ..وأن علاقتنا مع الورق لم ولن تنتهي .. ربما تكون الطفلة المبدعة شام نموذجاً لأطفال كثيرين يرسمون غدا جميلا ومشرقا ولا يحتاجون منا إلا أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية ..ونضع بين أيديهم الألوان الأصلية ليكونوا قدوة للعالم في المعرفة والإبداع الفكري .. شام ..انعكاس لجمالنا الروحي والثقافي في زمن الماديات الذي بتنا نفتقد فيه إلى توسيع مرجعياتنا وتطهيرها ..مهما كبرنا !!
منى كامل الأطرش