الوحدة: 13-9-2022
دائماً ما نضع أنفسنا بين نقيضين، بين فكّي كمّاشة، ومن ثمّ نلعن الظروف والوقائع، وننسى أننا صنعناها بأنفسنا وبـ (ريائنا)، وبكثير من تخلّفنا الذي لا ينتهي..
اليوم، وعلى بعد بضعة أيام من انتخابات مجالس الإدارة المحلية، نشاهد ما هو أكثر من العجب، من تمجيدٍ لمرشحين، وكأنهم من خارج هذا الكوكب، وبعد يومين أو شهرين أو سنتين، وربما أكثر، سنعترف أنّهم لم يقدّموا أي شيء، فإن كنّا ممن قبض ثمن مواقفه السابقة سنضطر للسكوت والاختباء، وإن كنّا ممن شارك عن غير قصد بإيصالهم إلى سلطة القرار فسنعلن ندمنا، وإن كنّا ممن لا يعنيهم الأمر شيئاً فلن يحقّ لنا أن نقول أي شيء..
باختصار، ودون تنظير، لم يعد خافياً على أحد التجاهل الكبير الذي يعيشه المواطن العادي من قبل ممن استجدى صوته في الانتخابات (المحلية أو مجلس الشعب)، إلا ما ندر، فلا شك أنّ هناك أناساً جيدين، لكنهم مغلوبون على أمرهم بسبب كثرة اللا مبالين بالدرجة الأولى، والذين يكتفون بالتسميات دون فعل، والفاسدين والعابثين الذين يسعون إلى هذه المواقع من أجل استمرار الفساد فقط! وعلى الرغم من أهمية التجربة الانتخابية، إلا أنه ومن باب المقارنة، فإنّ كثيراً من الحالات التي حضر فيها التعيين أثبتت نجاحها، ولا أتجه على الإطلاق إلى التخلّي عن الانتخابات، وإنما أدعو نفسي وغيري من المواطنين إلى أن نعيشها بكامل قوتها وجوهرها بعيداً عن المحسوبيات والعلاقات الضيقة، ودفع الأموال، وشراء الأصوات و…
لن أصدّق 80% ممن يندفعون إلى عضوية هذه المجالس أنّ هدفهم الأول هو مصلحة المواطن، والدليل على كلامي: ماذا فعلتم خلال السنوات الماضية؟
في محيط كلّ منّا الضيّق ثمّة ما يكرّس هذه المخاوف، فتجد في بلديةٍ ما نصف أعضاء مجلسها تحوّلوا إلى تجّار بناء وعقارات، أو هم بالأساس هكذا، وكل ما أنتجوه هو أنّ 90% من العقارات المشادة في عهدهم مخالفة! إمّا أن نتصدّى لهذه الحالات ولمن ينتجها وإمّا أن نتصدّى لها، وإمّا…
غانم محمد