الوحدة: 12-9-2022
على دقات عقارب الساعة، ثمّة زحمة أحداث و أخبار تحاصرنا، تتدفق من كلّ حدب و صوب، والمذهل أن الكل، بلا استثناء، قد أصبح بمرتبة متابع مهتم، نَهِم لكل خبر صاعق أو حدث مزلزل، وحتى عادي. فالكل يلهث ليتابع وليعرف ماذا يحدث من حوله، حتى ولو كان الحدث في أقصى أقاصي الأرض.
والغريب في الأمر أن هذه الأحداث عمرها الزمني في التداول يكاد لايكمل ال 24 ساعة، لتتلاشى من بعده، وتنسحب أمام تدفقات جديدة، ليصبح الجديد هو الشغل الشاغل لنا ولتفاعلنا ولتعليقاتنا..
حادث السير لأحد المشاهير في لبنان غطى ماقبله من حوادث العشق القاتل في مصر، والتي راح ضحيتها فتيات وأرواح بعمر الورود… وغيرها الكثير من الأخبار والأحداث العالمية…
أما نحن ومايهمنا من أخبار، وكل المنى والأمل أن تثلج الصدر، فهي تلك التي نترقبها من جهة معنية مختصة بمعيشتنا، وقد وصلتنا آخرُ أخبارها، التي تدعو أصحاب ال 4 ملايين بطاقة ذكية لكي يتفاءلوا بمواد مدعومة ستتدفق على صالات السورية للتجارة وأن الأسعار ستنخفض، لأن الشحن، ” ومعه الفرج “، سيصلان، لكن ليس قبل شهرين بالضبط!!!
ومع كمية التفاؤل التي ستصلنا لاحقاً، ثمة إشراقات أخرى صار أهل اللاذقية يشاهدونها في الطرقات لمرشحين (مقتدرين) يرفعون اليافطات وعليها أسماء وصور ملونة، لكن بلا أية بيانات انتخابية تطمينية، وكأنهم يعرفون سلفاً أن الناخبين يحفظونها عن ظهر قلب، دون إعلانها.
أما باقي المرشحين الشعبيين، فبلا بيانات، ولاحتى صور .. أين المشكلة؟ فالإعلانات مكلفة… إذاً لماذا البذخ على شيء لا يقدم ولا يؤخر!!! وكل ماتم ذكره يبقى أقل من عادي أمام أغنية (شعبية) تخطت مشاهداتها ال 8 مليارات مشاهدة. قد ردّدها أهلُ الصين، ورقص على أنغامها أهلُ اليابان وباقي الأمم…
ياأمماً يتلاعب بها أباطرةُ المال والسوشال ميديا والإعلام، وماعلينا نحن بني البشر إلا أن ” نموج “، على مدار الساعة، على وقع جديدهم من أحداث وأخبار، على ما يبدو أنّ لانهاية لها ولصرعاتهم المبتكرة!!!!
رنا رئيف عمران