العدد: 9274
الاثنين 2019/1/21
الكاتبة: هدى سلوم
هنا تقتحم ذاكرتي وتعبق بضجيج مدرسة المشاغبين وولي أمر الطالب (مرسي) الذي لا يبارح ذهنه بأن ابنه طالب مؤدب ومذوق ويحترم معلمه ويجله وغير مشاغب وأيضاً مجتهد، وهو مقتنع تماماً أن فشله ورسوبه المتكرر يأتي ممن هم في الميدان التربوي وليس هو البطل فيه.
السيدة مها مهندسة أشارت إلى أنها لا تحبذ دخول المدرسة بعد مكابدتها مع المدرسين وأفعالهم، فهم لطالما أشاروا بأنها ليست من المتفوقين رغم حصولها على العلامات التامة في معظم المواد وعلى مدار سنوات الدراسة، إلا أن ابنة المعلمة هي دائماً الأولى على الصف، ومن تجرؤ لتكون قبلها، كما أنها لا ترى أي من الأمهات تأتي للمدرسة عند اجتماع أولياء الأمور وتسأل جاراتها ولا تجد بينهن من تود ذلك، فتتسأل لما تذهب؟ تعرف ولديها وما يفعلان في المدرسة من أحاديثهما وأحاديث رفاقهما في زيارتهم المتكررة لمنزلها، كما أن إحدى المدرسات الخصوصيات لولديها تدلي لها بما يقوله عنهما باقي المدرسين، فلما الغلبة ودخول أسوار مدرسة ومقاعد صفوف؟
جاد صف رابع أشار إلى أنه يحب أن تذهب والدته إلى مدرسته وتتعرف على معلمته التي يحبها ويحادثها عنها.
أحمد في الصف الأول الثانوي يخالفه الرأي إذ قال: ألا يكفي أن والداي يلحقاني في البيت بالسؤال والجواب، أيضاً في المدرسة، ألا يصدقان ما أبوح به؟ فأنا لا أخبئ عنهما أي شيء يقهرني ويهزني أو يفرحني، ولو كانت علامتي متدنية، كما أن كلام أي أستاذ وملاحظاته أوصلها لهما بأمانة، لا أريد لرفاقي أن يستهزئوا بي عندما يسمعوا أن أحد أبواي قدم لمدرستي.
الدكتورة زينة محمد مدرسة في الحلقة الأولى قالت: مجلس أولياء الأمور له أهمية كبيرة عند انعقاده في المدارس ومن الواجب عقده بداية كل فصل دراسي، حيث أن العملية التربوية تقاسم أبعادها أطرافاً عديدة من أهمها الأسرة والبيت، ويجب أن تتعاون هذه الأطراف في دعم وتطوير هذه العملية، ومن هنا يجب إعطاء دور كبير لأولياء الأمور للمشاركة في دعم العملية التعليمية من خلال المتابعة المستمرة لأبنائهم، ويعتبر مجلس الأولياء من أهم الأمور التي يجب القيام بها لخدمة الأبناء وتهيئتهم ليكونوا أفراداً ناجحين في حياتهم، ومواطنين صالحين في المجتمع.
من أهدافه: استعراض ما قامت به المدرسة من أعمال ونشاطات في مختلف الأصعدة، القيام بتوضيح بعض المهمات الإدارية والتعليمية للكادر الإداري والتعليمي في المدرسة وعلى سبيل المثال، قد يكون هناك كلمة للإرشاد الاجتماعي إذا وجد في المدرسة وتوضيح أهمية وجوده وضرورة التواصل والتعاون مع المرشد الاجتماعي لتطوير ودعم الطفل في البيئة المدرسية، كما يمكن توضيح أهمية الإشراف الصحي في المدرسة، توثيق الصلات بين المعلمين وأولياء الأمور، وتقوية العلاقات النفسية والاجتماعية والثقافية بين البيت والمؤسسة التعليمية .
يتم توجيه دعوة خطية لأهالي الطلاب، يحدد فيها تاريخ وساعة انعقاد المجلس، قد يتم التركيز على بعض الطلاب المتميزين إما بنشاطهم وتفوقهم وسلوكهم الإيجابي لتخصيص شكر خاص للأهل، ولتشجيع الأطفال على الاستمرار بهذا السلوك الإيجابي، أو لبعض الأطفال المقصرين في محاولة لتصحيح وتطوير سلوكهم الدراسي والتعليمي.
أهمية انعقاد المجلس
يعتبر من أهم الأدوات لضمان التواصل الإيجابي بين بيئة المدرسة والبيت، وذلك في إطار تعاوني إيجابي لدعم وتطوير قدرات الطفل التعليمية والسلوكية، يضمن المجلس التواصل بين الأهالي والمعلمين، طرح أولياء الأمور المشكلات التي يعاني منها الأبناء، وضرورة وجوب معرفة الأهل بنتائج الاختبارات والمذاكرات، التركيز على إشراك الأهل في إبداء الرأي بالعملية التدريسية وبعض الأمور المهمة بدل مناقشتهم ومجادلتهم، تحسين الأداء الدراسي والسلوكي الإيجابي للأبناء، إعطاء المعلومات اللازمة عن الأبناء الذين يحتاجون لرعاية خاصة والتعاون مع الإرشاد الاجتماعي في استخدام الأساليب الإرشادية لمساعدتهم على التوافق السليم مع المدرسة والأسرة.
انعكاس المجلس على الطفل
من خلال انعقاد مجلس أولياء الأمور يمكن التعرف والإشارة إلى الطلاب المتميزين لتشجيعهم على الاستمرار في نشاطهم وتفوقهم، وكذلك الإشارة إلى الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة لمساعدتهم على التكيف مع المدرسة، وبذلك يتمكن جميع الأبناء من الحصول على الرعاية اللازمة والمناسبة مع كل حالة.
الأستاذ سامر مدير مدرسة حلقة أولى أشار أن مجلس أولياء الأمور ينعقد مرة أو اثنتين خلال العام الدراسي وبحضور الكادر التعليمي والإداري وأهالي الطلاب والضيوف الكرام، يقدم فيها المدير بعد دقيقة صمت على أرواح الشهداء كلمة يرحب بها بالحضور، كما يؤكد على أهمية مجالس أولياء الأمور، وقد تحدث الأستاذ سامر عن بعض مفردات ومناقشات مجلس الفصل الأول فقال: تحدثنا عن واقع المدرسة كبناء ومشاكل، كما أشرنا إلى النقص الذي عانته المدرسة في الكادر التدريسي، وطرحنا بعض الحلول والمعالجات التي طالبنا بها منها: مسألة الدوامين وبناء مدارس للقرى البعيدة للتخفيف من وطأة اكتظاظ الصفوف بالطلاب وتحملهم للمسافات البعيدة التي يقطعونها في الجبال والتلال للوصول إلى المدرسة، وغيرها من الأمور التي تخص الطالب وعلاقاته مع الأساتذة ومستواه وسلوكه و.. كما أشار إلى عدد الآباء الين حضروا الاجتماع وكان قد تجاوز الخمسين، مع العلم أن عدد طلاب المدرسة 515 طالباً، وهنا أكد أن ذلك يتبع لثقافة الأهل واهتمامهم، كما أن المناقشات تختلف تراكيزها وتعابيرها وشدتها حسب الموقف وأدبيات الحديث التي يتحلون بها، لكنها إيجابية في معظمها حيث طرحوا بعض مصاعب أولادهم في المنهاج الجديد وطالبوا زيادة الاهتمام بالتسميع الشفهي لأبنائهم، وزيادة عدد المرشدات الاجتماعيات في المدرسة، وضرورة التواصل مع الأهل وخصوصاً من لديهم أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالمدرسة من الضروري أن تتعرف على بصورة هذا الطفل في البيت وخارجه، كما أن النقد البعيد عن التشهير والتجريح بناء للحصول على أفضل النتائج التي تنعكس على الطالب ومستواه وسلوكياته, وفي ختام حديثه أشار إلى بعض توصيات المجلس منها: بناء مدرسة للبعد الجغرافي الذي يعانيه بعض الطلاب ويقضون فيه نصف النهار للوصول، الدوام الواحد، تأمين معلمي ومدرسي الاختصاص لمادتي العلوم والرياضيات ..