الوحدة: 4-9-2022
بما أن الصفحات الفيسبوكية قد احتلت جزءاً مهماً من أوقات المتابعين على غِرار ما كانت تفعله (سابقاً) وسائل الإعلام متمثلة بالصحف المحلية والإعلام المسموع، فلا بُد وأن يكون (لبعض) هذه المواقع طريقة معينة تجذب القرّاء والمهتمين عبر أسلوب الطرح والعرض وكذلك المناقشة ..
وبعيداً عن الوضع العام والواقع الخدمي وتداعياته، سواء ما يخصّ أمور النقل والعطش المتنقّل وأدوات الطاقة بمجملها، لا بُد من الدخول إلى عالم الفنّ قليلاً لتغيير النكهة المعتادة ما أمكن، فمنذ مدّة كان هناك موجة فيسبوكية حول ما قامت به نقابة الفنّانين السوريين بحق الأغاني الهابطة و(فنّانيها) وقضية إبعادهم عن المسارح، وهو إجراء يشبه إلى حدّ كبير ما فعلته شقيقتها المصرية ممثلة بأحد عمالقة الفن الأصيل الفنان هاني شاكر نقيب الفنّانين المصريين، عندما أقدم على إبعاد عدّة مجموعات فنّية شقّت لنفسها طريقاً آخراً بعيداً عن الفن الأصيل الذي بدأ من هناك، وسبق كل ذلك عام ٢٠٠٨ عندما أقدم الفنّان الرّاحل صباح عبيد على منع عدد من الفنانين الغناء على المسارح السورية متهماً الشركات الراعية والمنتجين آنذاك بممارسة سوق النخاسة عبر فنّانين وفنّ مُسيء وأغانٍ هابطة تؤثر على الذوق العام ..
ومن خلال ذلك وتماشياً مع ما قامت به نقابة الفنّانين يمكن لجميع الصفحات الفيسبوكية الملتزمة تقديم أغاني الفن الأصيل وهو مجمّع ضخم يضم أغاني العمالقة على اختلاف مشاربهم، وبالتالي تقديم صورة ناصعة قد تنفع جيوشاً من المراهقين واسع الطيف من أجيال شقّت لنفسها طرقاً قد تلبّي طموحها السمعي والذوقي، كأن يبدأ المشوار الصباحي بسماع الفيروزيات ووديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهم كُثر، وتلوين النهار الطويل بما أبدعه عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ووردة، والتمتّع بسهرة هادئة حالمة على ما أبدعته أم كلثوم تلبّي مسامع جميع الأجيال ..
وعلى طرف آخر، فقد دأبت عدّة صفحات مُلتزمة ذات طابع رسمي على السير بمنهج مدروس، تقدّم للقارئ نكهة أخرى عبر مشاهد طبيعية يومية متنقّلة بين القرى والجبال وشواطئ البحر، هي بمثابة فاكهة صباحية تشبه معزوفة تُنعش الوجدان، وكانت منصّة (صحيفة الوحدة) من السبّاقين بهذا الطرح، ومبتدأ أخبارها المنوّعة الصباحية بمنشور حديث يقدّم طبيعة عفوية لمشاهد رائعة الجمال من طبيعة ساحلنا وسلاله الخلّابة البكر من جبال ومساحات خضراء يانعة وينابيع منعشة، وصوراً أخرى لأمواج بحرية بين مدّ وجذر تتلاطم بصخور عنيدة تنتظر هواة الجمال وروعة المكان.
سليمان حسين