العدد: 9274
الاثنين 2019/1/21
معينة أحمد جرعة
حملٌ ثقيل تركه بعد غيابه، ومسؤولية تكاد ترهق أفكارها وأعمالها كيف ستتعامل معهم في غيابه؟؟ وكيف سيبدؤون حياتهم بعيداً عن ظل أب يحميهم ويساعدهم.
السيدة انتصار العلي: يعد الأب السند الاول للعائلة ورب الأسرة الذي يؤمن لها العيش الكريم ويوفر مصاريفها ويحقق الأمان ولم لغيابه أثار سلبية قد تدمر وتغير مسار حياة الأولاد، حيث يسيطر التمرد والعصيان واللامبالاة على شخصياتهم، وأحياناً سببٌ إلى الانحراف خصوصاً ممن ينظرون إلى الحياة المادية فقط والأهل يريدون التعويض عن عطفهم وحنانهم بالمال هكذا تصبح الأمور فوضى ولا يهتمون لقيمة الأشياء والتعب في الحصول عليها لأن كل ما يرغبون متوفر لهم.
السيد جهاد رستم: أظن غياب الأب من أخطر الأحداث على العائلة وفيها خلل علاقة الأسرة وتشويه تكوينها، فأنا بوجودي مع زوجتي وأولادي ومزاجيتهم المتقلبة ودلالهم نعاني كثيراً فكيف لو أن الحمل على زوجتي؟ لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن أن تدير أمورها، ولا أشجع على غياب أحد الوالدين إلا للضرورة القصوى لأن لكلٍ منهما دوره الخاص وحنانه الذي لا يعوض.
السيدة أم أنور: في ظروف قاسية عشناها قرر زوجي السفرو العمل خارج البلاد تاركاً برفقتي أربعة أطفال، أتصارع معهم وأحمل مسؤوليتهم بين تربية وتعليم وتأمين متطلباتهم، حاولت أن أجمع بين قوة وصلابة الأب وعاطفة الأم وخصوصاً مع اختلاف أعمارهم وكان لكلٍ منهم معاملة خاصة، الحمل ثقيل جداً ودائماً أشكر الله ما زلت مستمرة وصابرة، ولكن على حساب صحتي وسعادتي فالمعاناة كبيرة بغياب الأب عن المنزل.
محمد – عشر سنوات – قال:
عندما سافر والدي فرحت كثيراً، لأنه وعدني بإرسال موبايل ولا بتوب وكل ما أرغب به، ولكن بعد مرور عدة أشهر أصبحت في كل يوم أشتاق إليه أكثر وأحتاج وجوده، وكلما حدثني أطلب منه العودة ولا أريد أن يرسل لي شيئاً وسأعمل وأساعده ليعود إلينا ونعيش معاً بسعادة رغم قساوة الحياة فلا شيء يعوض غيابه عنا.
كما لغياب الأب سلبياته أيضاً هناك بعض الإيجابيات، كتقوية العائلة وزيادة الرابط بينهما والشوق والحنين للعيش في كنف واحد.