العدد: 9328
الأحد-7-4-2019
في زحمة المعايدات والمباركات والتهاني، لم أشأ أن تضيع كلماتي في ذلك الزّحام، فقرّرت تأجيل بضع حروفي، لإيتائها ما تشاء من الاهتمام والقراءة.
من عينيها تشرق شمسي، وبين يديها يأفل قمري ..
كلّ خصلةٍ من شعرها تروي قصص طفولتي وعبثي وهنائي وفرحي و. .
كلّ رعشةٍ من يديها تهزّ أساريري وتوقف نبضي وتسيل من عيوني دمعاً يحرق أيامي ..
تلك الأقدام المتثاقلة تطأ فوق عمري، الذي ما كان لولاها، وتطفىء شموع حياتي في كلّ مداسٍ, وتخطّ على الأرض آثار حياة فنت قبل أوانها ..
انحناءة ظهركِ – إلاّ قليلاً- كقوس قزح ملأت أطياف لونه سمائي وحياتي..
هي ليست في نهايات العمر, إنها في مقتبله، لكنّ داءً وضيعاً تجرّأ وتسلّل إليها ..
لم ينلْ من جَلَدها وصبرها وقوّتها وعزيمتها وتفانيها وعطائها، لكنّه وبكلّ وقاحة انسلّ بين حنايا ضلوعها وتربّع دون رادع من حبٍّ أو وازع من أنين ..
لاجنّة تحت قدميكِ.. أنت جنّتي ونعيمي وفردوس روحي ..
ينضب حبر قلمي وتتجمّد الحروف وتتيه الكلمات ما إن أكتب عنكِ..
أمسك قلبي وأتمالك روحي وأحبس مدرار عيوني وأنا أجثو عند نعليكِ..
مَن هدرت سنينها تُطعم وتُلبس وتعدّ وتحضّر وتهيئ وترتّب لنا ساعات أيامنا بدقائقها ولحظاتها, ها نحن نردّ لها بضعاً وضيعاً من ذلك العمر الفاني، وليت الحياة والسّعادة والصّحة مفردات تُهدى كما باقي الهدايا مهما غلا الثّمن، ترخص لها أشيائي وسنيني .. لكِ في عيدكِ كلّ القداسة والإكرام ..أمي الحبيبة، ولطُهرك كل الإجلال والإكبار.
ريم جبيلي