الوحدة : 18-8-2022
ونحن على مسافةِ أسبوعين ونيف، وقبل أن تحفل الشوارع وتضيء، بتلامذتِنا وطلبتِنا، بثيابهم الزاهية وحقائبهم العامرة بمناهل المعرفة والعلم ، في بدايةِ موسمٍ تربوي تعليمي جديد، لابدّ من إطلالةٍ وإضاءةٍ على الترتيبات اللوجستية، التي تسبق انطلاقَ رنينِ الأجراس في باحات مدارسِنا.
ماذا أنجزت المديريات المختصة، بأقسامِها المتعدّدة، التي تختصّ بتأمين جهوزيةِ الأبنية، ومايتبعُها من خدمات : مياه وحمامات، ومقاعد، ونوافذ، وأبواب، وكذلك مايتعلق بالكتب ومتطلبات المكتبات والمختبرات ووسائل الإيضاح، ولوازم التربية الرياضيّة والموسيقية وسواها..
للحقيقة، هي مهامٌ جِسام، وأعباءٌ ثقيلة، ذكرنا بعضَها، وثمّة بعضٌ آخر يتعلق بتوزيع المعلمين والمعلمات، وسدّ النواقص في مدارس، وتوزيع الفائض إلى مدارسَ أخرى تحتاجها، وتالياً ضرورة الانتباه إلى مراعاة الأهالي فيما يتعلق بالطلبات من لباس وقرطاسية ودفاتر، ستثقل كاهلهم،
وحبّذا لو تتضافر جهودُ الجمعيّات الخيرية، مع أصحابِ المصانع والمنشآت الاقتصادية، ومعها غرفةُ التجارة والصناعة، لتأمين لوازم التلاميذ، من حقائب وقرطاسية، للتخفيف عن الأهالي.. ولا بد أن نذكر هنا المبادرات الإيجابية التي تطلقها صالات السورية للتجارة بهذا الشأن مما ينعكس بشكل مريح على الأهل ويخفف عنهم بعض التكاليف الضرورية عند افتتاح العام الدراسي، وإن كانت، في كثير من الأحيان غير ملبية لكثير من الاحتياجات نظراً لارتفاع الأسعار وصعوبة الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تخيم على فئات مجتمعنا بكافة شرائحه وترخي بثقلها على واقعنا الاجتماعي..
وفي هذا الخصوص، يتوجب أيضاً مُراعاة المعلمين والمعلمات، الذين يُعلّمون في الأرياف، والرأفة بحالهم، فيما يتعلق بأجور النقل العالية..التي تمتصّ نصفَ رواتبهم.
وكم نحتاج لمختصّين اجتماعيين ونفسيين، لدعم الحالات التي يمرّ بها طلبتُنا، ومعالجة المشاكل الكامنة بدواخلهم، والمترسّبة بنفوسهم، والتي راكمتها سنواتُ الأزمة، وانعكاسها عليهم وعلى أهلهم، تُضافُ إليها مخلفاتُ الحِصار، والاختناق المعيشي والاقتصادي، الذي تُكابدُه معظمُ أسرِنا..
هي مهماتٌ جليلة وصعبة على الجميع، لكن، حين تجمعُنا المحبةُ والغيريّة على أبنائنا، وبالتالي على أسرهم، سوف نتخطى كلَّ الصِّعاب وسنفرح حين نشاهد هذه الأرتال من الطلبة و التلاميذ وهي تنطلق بفرح، إلى حيث تُبنى الأجيالُ والمجتمعاتُ وترتقي الأوطان.
رنا رئيف عمران