العدد: 9327
4-4-2019
ظلّ الجولانيون رغم الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم يهتفون وينددون ويرفضون الهوية الإسرائيلية والتطبيع مع إسرائيل.
وإذا كان ثمة شعب يمكن أن نستشهد بمواقفه وانتمائه الصحيح هم أهل الجولان.
ومن العوامل الأساسية التي تجعلنا دائماً متفائلين ومقتنعين تماماً: أن الجولان سيعود إلينا هم هؤلاء الذين يسكنون في الجولان، ويعبرون في كل يوم، وفي كل مناسبة عن انتمائهم إلى الوطن السوري.
بهذه العبارات استهل الإعلامي والأديب سليم عبود محاضرته التي حملت عنوان «الجولان» وذلك في صالة الجولان بمقرّ فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية.
ونظراً لأهمية المحاضرة نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من معلومات وتوضيحات وقضايا أغنت موضوع المحاضرة.
بداية شدّد المحاضر على انتماء الجولان إلى هذا الوطن، وهذه مسألة مهمة لا يمكن أن نراها في دول العالم.
فهذا التعبير اليومي النابع من القلب على الرغم من بطش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من تحدياته وسجن المناضلين الجولانيين، إلا أن الجولانيين بقوا شجعاناً مناضلين ومتمسكين بالانتماء إلى سورية، وإلى الهوية السورية، وإلى القيادة السورية في الزمن الذي تفرق فيه كثير من السوريين عن الدولة، وخان فيه كثير من السوريين الدولة السورية، حتى أن البعض من السوريين قام بدعوة إسرائيل لضربة سورية.
لكن الجولانيين لم يفقدوا انتماءهم وحماسهم إلى هذا الانتماء، وشجاعتهم وصوتهم.
ظلّوا يرفعون العلم السوري وصورة الرئيس بشار الأسد تعبيراً عن انتمائهم إلى سورية والقيادة السورية.
ثم تحدث الأستاذ سليم عن قرار ترامب بشأن الجولان بقوله: عندما وقّع الرئيس ترامب هذا القرار (السخيف) وقف نتنياهو وقال:إنه سيشكر أربعة أشخاص: قورش أو الملك كورش الفارسي (الذي أعاد اليهود من بابل إلى فلسطين)، والرئيس الأمريكي في عام /1948/ ترومان و الرئيس الأمريكي الحالي ترامب وبلفور الذي أعطى وعد بلفور /1917/.
ونتذكر سابقاً أن أوباما ندّد بقرار نتنياهو عندما قال: نحن لن نخرج من الجولان.
طبعاً هذا لا يعني أن الحكومات الأمريكية المتتالية هي بريئة من ممارساتها وسلوكها تجاه القضية الفلسطينية والجولان. وأوضح «عبود» أن ما يجري في العالم العربي اليوم قضية الجولان قضية مهمة وأساسية، وعلى العرب أن يدركوا تماماً: أن الحلم الصهيوني من النيل إلى الفرات لم ينته.
وهذا الأمر مرتبط بالواقع العربي وبأمور كثيرة واستشهد بقول بون غوريون /أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني/ «ليس قوة إسرائيل بما تمتلكه من سلاح نووي، وإنما قوة إسرائيل في قدرتها على تفكيك ثلاث دول رئيسة هي سورية والعراق ومصر، وتحويلها إلى كيانات ضعيفة وهزيلة قائمة على أسس طائفية ومذهبية وعرقية».
ومن يقرأ بروتوكولات صهيون يعرف جيداً هذا الحلم الصهيوني بتفكيك العالم العربي.
كما تحدث المحاضر عن القمة العربية التي جرت مؤخراً وعن بيانهم الختامي فهو ليس جديداً، ولو كانوا جادين ينبغي عليهم القول: كل من ينقل سفارته إلى القدس، وكل من يوافق أن الجولان إسرائيلي يجب أن نقطع علاقاتنا معه الاقتصادية والثقافية والاجتماعية و.. وهذه القمة التي سطرت قرارها على ورق أصفر بدون قيمة على العرب أولاً أن يوقفوا سفك الدماء في سورية، ويمنعوا مساعداتهم وتآمرهم وإجرامهم في سفك الدم السوري.
ولا يجرؤ لا نتنياهو ولا ترامب لو كان الغضب العربي موجوداً، ولو كان العرب متحدّين لا يمكن حينها تجاوز المشاعر العربية.
واستشهد بقول بون غوريون عندما قال لجيشه: «لا تصدقوا أنكم شجعان وأنكم بقوتكم قد هزمتم العرب، وإنما هزمتم العرب لأنهم كانوا مهزومين ومتفرقين وضعفاء».
وعرّج المحاضر على موضوع العروبة في هذا الواقع العربي حيث تعمل أمريكا وإسرائيل على إسقاط العروبة لكن بأصابع وأموال خليجية وأنظمة عربية رجعية تحت اسم محاربة الإلحاد القومي ومسميات أخرى.
بمعنى آخر هناك تآمر على العروبة من جهتين: الأولى: هي الجهات المعادية، والثانية: هو البساطة في التعامل مع مفهوم العروبة من قبل الأنظمة التي سمّت نفسها عروبية.
وتساءل «عبود»: لماذا الصهيونية وأمريكا والغرب يحاربون العروبة؟ وأوضح الإجابة بقوله: لأن العروبة هي الرباط الحقيقي الذي يمكن أن يضم العالم العربي شعوباً وحكومات في إطار سياق واحد هو محاربة التدخل الغربي وتفكيك العالم العربي.
وختم المحاضر «سليم عبود» محاضرته بالتأكيد على أهمية المقاومة ودورها الفعّال في استرداد الأرض مستشهداً بقول فيلسوف فرنسي:
«جيوش العالم مهما بلغت قوتها لا تستطيع التشبث بأرض إذا أصرّ أهلها على انسحاب هذه الجيوش» ومثال ذلك هزيمة إسرائيل وانسحابها من الجنوب اللبناني بفضل الشعب والمقاومة اللبنانية.
وأكد «عبود» على مكانة سورية فهي دولة مقاومة وممانعة فالدولة التي قاومت /82/ دولة (متآمرة عليها وتحارب سورية ظلماً) هي دولة قادرة ذات يوم أن تحرر الجولان.
وإذا كانت إسرائيل وأمريكا والرجعية العربية يستغلون الظرف السوري حالياً فعلى العرب أن يفهموا تماماً: أن سورية دولة المقاومة لم تنهزم وهذا الظرف سوف نتجاوزه فثماني سنوات من الحرب والدم كانت قاسية.
ولا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تواجه هذه الحرب المجنونة السافلة كما واجهتها سورية، والذي ينتصر في هذه الحرب سيقرّر مصير المنطقة بأكملها، وسيقرّر حركة العالم والنظام العالمي الجديد فعلاً.
رفيدة يونس أحمد