وطن.. شرف.. إخلاص

الوحدة:24-7-2022

منذ ذلك التاريخ السوري، الدمشقي، النضالي، المقاوم

24 تموز 1920

وثمّة شعارٌ يرفرف على الجباه، وعلى الزنود، شعارٌ بحجم وطن، شعارٌ بحجم جيش وليد، كُتبَ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ ودم:

(وطن..شرف..إخلاص).

من قلب الوطن، انطلقت وطنيةُ يوسف العظمة الصادقة، النقية، وفي المعركة الأشهر ميسلون، تجسّد شرفُ الجيش، من خلال مقاومةِ الشباب وبسالتهم في وجه جحافل عدوٍ غازٍ، بشتى صنوف الأسلحةِ الحديثة.

وبالدم المهراق بَصمَ يوسف العظمة، ابنُ السادسة والثلاثين ربيعاً، عهدَ الإخلاص لانتمائه لسوريته، ولعشقه لدمشق، التي شهدت ولادته عام 1884وكذلك لأصالته التي تشرّبها من حيّه الشاغور، الحي الذي يأبى أهلُه الضيم.

يوسف العظمة، الشاب المثقف، الذي يتقن عدة لغات، شارك، بذروة شبابه وعنفوانه، كقائدٍ للواء 20 في الحرب العالمية الأولى، ووصلت بطولاتُه إلى بلغاريا والنمسا ورومانيا.

لكن أعظمَ إنجاز حققه، هذا الرمحُ العربيُ الأصيل، بعيداً عن معركة ميسلون، هو تأسيسُه للجيش السوري، بقوام 10 آلاف مقاتل، وبطريقةٍ عسكريةٍ احترافية، وهو ذات الجيش الذي صمّم الفرنسيون، ما بعد معركة ميسلون، على حلّه وتصفيتِه.

ربما، أو من المؤكد، أن يوسف العظمة، هو وزير الحربية العربي الوحيد، الذي استُشهد وهو يقاوم ويقاتل.

ميسلون، معركة عزة وكرامة، دوّنها التاريخُ في سجلّه الناصع..

وفي زمننا الراهن، زمنِ الإرهاب، والغدر، في الحرب الكونية على بلادنا، كم من (يوسف العظمة) من شبابنا المثقف، وهم بالمئات والألوف، قد وقفوا، ليقاتلوا ببسالة، ويستشهدوا بشرف، تحت راية جيش أسطوري، شعارُه الأبدي:

(وطن.. شرف.. إخلاص)؟

 

       رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار