الوحدة: 13-7-2022
وأنتَ تسيرُ بين حقول إبداعه وقصائده المتراقصة على خصر البحر تأخذك حروفه لعالم من الدهشة والتأمل.. تنوعتْ قصائده ما بين الوجدان والغزل والوطن، لتكون قصيدته العمودية موطنه.
شاعر متمكن له كثير من المشاركات على امتداد الجغرافيا السورية.
إنه الحرف حين يعتلي صهوة الروح يحلق في فضاء المتلقّي.. الشاعر عزام سعيد عيسى، أخذنا إلى عالمه الأدبي من خلال هذا الحوار :
* الشعر يحاول المرور بين متعاركات الحياة، فكيف كانت بداية الشاعر عزام عيسى بعالم الشعر؟
– صباحك والمساء أمداء شعر وسحر مع اطلاعي على الأوزان الشعرية في بداية المرحلة الثانوية، وجدت روحي تهفو إلى تلك الموسيقا الآسرة، ولذلك فأنا كنت ومازلت وسأبقى شتلة صغيرة متجذرة في دوحة الفراهيدي الطيب الذكر …
* هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة التي يحتمي بها، أم نافذة يطل منها على العالم؟ – وهل اتفق الشّعراء على مر العصور على تعريف الشعر أو القصيدة، هي قلعة وهي نافذة وهي فوق ذاك نقطة ضعف الشاعر حيث تفضحه أمام القراء فيصبح غير مالك لها، وهي أيضاً مسكن ألم فمن يصرخ متألماً يكون أقلّ ألماً ممن يتألم بصمت.
* القصيدة رسالة مفتوحة للعالم، وأنت تكتب هل تفكر في القارئ؟ – ربما أفكر في مراعاة القراء لا شك، لكني قطعاً أكتب لنفسي فأتدفق أو أهدر حسب المزاج، لعلها قصائد الواجب الشعري والتي أنا من ضحاياها تراعي ظروف القراء واللجنة والمسابقة والمناسبة.
* ماذا كتبت عن الوطن ؟
– لا شك أنني ابن بيئتي فكيف لا يكون جل شعري للجيش والشهداء والأبطال والجرحى والمعارك والانتصارات والخيبات والجراح القومية والوطنية…. وآخرها وهي كثيرة ..مقطع من قصيدة:
مرافعة وطنية
ما الذي حَلَّ في رَبيعِ رُبوعي
فاعتراهُ لونُ الخَريفِ السَّقيمِ
مزّقتنا الأهواءُ جِيلاً فجيلاً
فافترقنا على تُخومِ التخومِ
منذُ فجرِ التاريخِ والجُرحُ زاكٍ
ألفُ غازٍ
وألفُ باغٍ
لئيمِ مرفأُ
الذّكرياتِ غَصَّ بأحلامٍ
عِراضٍ من حَسرةٍ وكُلُومِ
مَرَّغتنا بالوحلِ ثاراتُ عبسٍ
وكُليبٍ والغربُ فوقَ النجومِ
مَخَرُوا البحرَ والسماءَ ومازلنا
ننادي بتغلبٍ وتميمِ
* كيف تتجلى صورة المرأة في قصائدك ؟ – المرأة هي الحبيبة والملهمة والغاية والهدف والوسيلة، وهي عشتار وفينوس وهي المريمة الفاطمية، وهي الأم والأخت والبنت والحبيبة، كل شعر لا يتوجه به إلى المرأة هو ناقص الشعرية.
* بما أنكَ مشرفٌ في ملتقى دوحة الشعراء، هل الملتقيات تخدم الشاعر أم مجرد لقاء للأحبة والأصدقاء من جغرافيات متعددة يجمعهم قلق القصيدة ؟ – لا شك للملتقيات دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية والمشهد الثقافي في ظل تراجع الاهتمام الحقيقي بالأدب وأهله وعلى كل صعيد.
لعل ملتقى دوحة الشعراء انفرد بعدة أمور منها التأكيد على اللغة العربية الفصحى وتشجيع الجميع بمحبة واحترام، أيضاً بمسابقاته التي أصبحت علامة فارقة في جودة الشعر وتشجيع الشعراء، وأخيراً والأهم الدعم المادي الرائع في ظل تخلّف الجميع عامة وخاصة عن دعم الحركة الثقافية، وهنا لا بدَّ من شكر الجهود الشخصية الخاصة للأستاذ عبد الكريم اللامي الواسطي حفظه الله.
* ما رأيك بالحركة الثقافية في ظل الإنترنت وهل كان تأثيره إيجابياً أم سلبياً حسب رأيك ؟ – إيجابي جداً من حيث فتح باب المجال للشعراء بمختلف الأماكن والمستويات لتقديم أنفسهم للوسط الأدبي المحلي والعربي وربما العالمي.
وسلبي واعتباطي وبشع من حيث غياب الرقيب وثقافة خبط عشواء وضياع الصالح بالطالح، حيث تنطح للمنبر والطباعة والتسويق لنفسه من هو غير لائق وغير جدير بأقل من ذلك بكثير .
* النقد يهدف لإضاءة العمل الإبداعي، كيف تنظر للعلاقة القائمة بين القصيدة والنقد في مشهدنا الشعري الراهن ؟ – غياب النقد غالباً أساء للمشهد الثقافي، فليس هناك نقد حقيقي غالباً هي مجاملات فرضها واقع الثقافة الافتراضي.
* تكتب القصيدة العمودية ما رأيك بقصيدة التفعيلة والنثر ؟ – التفعيلة الابنة الشرعية لقصيدة العمود وربما منحت الشاعر الحرية في تكثيف القصيدة خارج سلطة القافية.
بقي أن أقول إن النص الأدبي النثري ربما تفوق بأشواط على قصيدة العمود والعكس صحيح، المعيار الجودة والمشكلة في التسمية.
هويدا مصطفى