الوحدة: 10-7-2022
قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاوَر ولا يُلتفَت إليه في أمر حرب.
قيل: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدّق، وإذا بلغك أن فقيراً استغنى فصدّق، وإذا بلغك أن حياً مات فصدّق، وإذا بلغك أن أحمقاً استفاد عقلاً فلا تصدّق.
قال بعض الحكماء : يُعرَف الأحمق بست خصال : الغضب من كل شيء، والعطاء من غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل أحد، وعدم التمييز بين العدو والصديق، والتوهُّم بالتعقّل.
قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة أصناف، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالِم فخذوا عنه.
ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكّروه.
ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلّموه.
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذاك أحمق فارفضوه.
وقد ذكر الكتاب العديد من القصص والنوادر والطرائف المنسوبة إلى الكثير من الأشخاص، وهذه بعض النوادر المتعلقة بجحا: إذ حُكي أن جحا دفن دراهم في صحراء، وجعل علامتها سحابة تظلها.
ومات أبوه فقيل له : اذهب واشترِ الكفن فقال: أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه.
وهبّت يوماً ريح شديدة فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون، فصاح جحا: يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن.
وسمع قائلاً يقول ما أحسن القمر ! فقال : نعم والله خاصة في الليل.
وخرج أبوه مرة إلى مكة فقال له عند وداعه: بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية.
د.رفيف هلال