العـــــدد 9323
الأحـــــــــــد31 آذار 2019
بغض النظر عن نتائج منتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم إن كان بدورة الصداقة الدولية الودية أو بمباراته الودية أمام الإمارات، وخلافاً لكل الآراء والتحليلات والتقييمات من متابعي الشأن الرياضي فإن هناك نقطة بارزة لم يُسلط الضوء عليها كثيراً مع استلام المدرب فجر ابراهيم لمهمة التدريب بعد الخروج المخيّب من كأس آسيا الأخيرة ألا وهي محاولته لضخ دماء شابة في المنتخب وعدم الاعتماد المطلق على لاعبين ظنوا لفترة طويلة أنهم حجزوا لنفسهم مكاناً دائماً في المراكز التي يلعبون بها وذلك كون تلك المراكز لم تحظى بمنافسة من لاعبين آخرين، وهنا بيت القصيد.
فنحن كمشجعين ومتابعين للمنتخب الأول كنا دائماً نريد تواجد لاعب محدد دون غيره في مركز معين لأننا كنا نراه الأنسب ولا نرضى التفكير ببديل له، ولكن واقع الحال يقول أن ما يقوم به الكابتن فجر ابراهيم حالياً هو عين الصواب نحو بناء منتخب متجدد في نظرة مستقبلية لما هو قادم من بطولات وأهمها تصفيات كأس العالم 2022 .
فقد حان الوقت لكي تتغير النظرة وطريقة التعامل في المنتخبات الوطنية وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة لتكون جميع المراكز في حاله جاهزية تامة بتواجد أكثر من لاعب يجيد اللعب بها .
فالمنافسة دائماً ما تؤدي إلى إبراز اللاعب لأقصى طاقاته وجهوده، وعندها سوف تكون خيارات المدرب عديدة ويعطي الأفضلية لمن هو أجدر مع إبقاء الباب مفتوحاً للمنافسة بوجود لاعبين احتياط، وهذا بالتالي يعطي رسالة خاصة للاعبين المحترفين خارج البلاد بأن مكانهم ليس محجوزاً وليس حكراً عليهم فقط وعندها سيتسابقون لإثبات وجودهم وأحقيتهم بعد فترة من عدم التوازن في أدائهم ومن ناحية أخرى سيكون ذلك بمثابة خطوة أولى في الاتجاه الصحيح لمستقبل أفضل للكرة السورية.
ومن وجهة نظر شخصية فيها الكثير من التفاؤل يجب أن لا ننسى أن كرة القدم السورية ولّادة ولا يمكن التوقف عند مرحلة معينة وأسماء معينة بحد ذاتها ، مثلاً مع اقتراب نهاية جيل الكردغلي ووليد أبو السل وجورج خوري ومالك شكوحي ومناف رمضان.. الخ، ظن الجميع أن هذا الجيل الذهبي لن يعوض لكن ظهر بعد ذلك جيل آخر مميز وصولاً إلى هذا الجيل الذي تصدره فراس الخطيب وعمر السومة وعمر خريبين وإبراهيم عالمة ولذلك لا خوف على مستقبل الكرة السورية التي من المؤكد أنها ستحمل إلينا أسماء جديدة بقيمة هؤلاء مهما طال الأمر، وما يحويه منتخبنا الأولمبي حالياً من لاعبين مميزين خير دليل على كلامنا هذا.
مهند حسن