الوحدة: 5- 7- 2022
لم يعد التسول يقتصر على السؤال عن المال فوق الأرصفة، أو قرع باب المنازل والطلب المباشر .. وبغض النظر إن كان هؤلاء المتسولون بحاجة حقيقية للمال والعطاء أم لا ..
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تسول من نوع آخر على النت، حيث تقوم بعض محلات الألبسة والحقائب والأحذية بعرض صور لمنتجاتها وبضائعها، وتطلب من المتابعين التعليق على “البوست” والمشاركة والإشارة إلى الأصدقاء حتى يتمكنوا من ربح حذاء أو قطعة ملابس ..
قد تبدو الفكرة للوهلة الأولى عادية من حيث المبدأ، لكن بعد متابعة وقراءة التعليقات نجد عبارات تفوق حد المنطق في الطلب والسؤال ..ولاتختلف عن التسول في الشارع .. وربما تتخطاه إلى مايسيء لكرامة الشخص ذاته ويحول الموضوع إلى ذل حقيقي ..
أعتقد أن تلك الظاهرة لها منعكساتها السلبية لاحقاً على الفرد والمجتمع حتى لو تجاهلنا الموضوع واعتبرنا أنه من باب التسلية والدعابة ..
مايحزن في الأمر ..أن يتحول الإنسان ذاته إلى سلعة يوماً بعد يوم .. ربما نبحث عن طرق بديلة يتحقق فيها الغرض ذاته لكن بطريقة إنسانية أكثر رقياً وأشد إيماناً بأن الإنسان هو جوهر الحياة حتى لو اختلفت الظروف واشتدت واعتقدنا أننا وصلنا إلى طريق مسدود !!
منى كامل الأطرش