الوحدة : 10-6-2022
عند لقائه بالقائد المؤسس، قال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون : “هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أحس أنني وضعت يدي بيد رئيس …لقد أحسست بشعور لا يوصف عندما سلمت عليه….. و عندما نظرت لوجهه، رأيت التاريخ كله و العنفوان كله…في تلك اللحظات بالذات، حمدت الله على أنه ليس رئيساً لدولة كبيرة ….. لأنه عند ذلك كان ليحكم العالم بدون منازع…” هي صفات اختزلت مقاييسها بشخصية تاريخية لن تتكرر، قائد خاض غمار المعارك على كافة الأصعدة، فحمل بحق لقب الرئيس الاستثنائي، القيادي، والأهم من هذا كله الأب والراعي الذي احتضن أبناء الوطن وقدم لهم الكثير في جميع المجالات، فأعطوه الثقة والدفة ليقود وطنهم بكل أمانة واقتدار إلى بر الأمان والتقدم والازدهار. سنوات مرت على رحيل القائد المؤسس.. لكن من منّا لا يمر على ذاكرته شريط مواقفه النبيلة وقيادته الحكيمة التي أذهلت العالم ليصبح اسمه حتى اليوم مخلّداً في ضمير كل إنسان شريف، ومثالاً يحتذى به.. فقد قدم دروساً في الدفاع عن مساحات الوطن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه، مسح بعطائه آلام الجميع، أحبه الكبير والصغير، وحاز على إعجاب أعدائه قبل أصدقائه.. وقال في الوطن: “الوطن غال والوطن عزيز والوطن شامخ والوطن صامد، لأن الوطن هو ذاتنا فلندرك هذه الحقيقة ولندافع عنها بكل ما نستطيع ”.. جعل من سورية بلداً للجميع دون استثناء، فكان الرجل القدوة بإنسانيته وأخلاقه الحميدة وصفاته القيادية.. فلا غرابة أن يكون يوم رحيله في العاشر من حزيران لعام 2000، يومأ حزيناً وصادماً هز أعماق الشعب السوري بكافة أطيافه عندما سمع بخبر وفاة قائده الخالد ، إذ فقدت سورية والأمة العربية برحيله رجلاً وقف في وجه كل متآمر على الوطن العربي، ولم يدع وسيلة تحفظ كرامة سورية والعرب وتؤمن حقهم إلا وأعطاها الفرصة لإنجاحها.. ثلاثون عاماً أسس فيها مرحلة جديدة في تاريخ سورية المعاصر ، وجعل منها قاعدة صلبة ومركزاً فاعلاً عربياً وعالمياً.. وقادها لتكون دولة ذات سيادة وصاحبة قرار وفعل مؤثر في المحافل الدولية. في هذا اليوم، ونحن نحيي الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الرئيس الخالد نقف بكل اعتزاز وفخر أمام هذه المسيرة الرائدة وهذا المناضل الصلب، ورجل الدولة البارز، والسياسي المحنّك، والعسكري الخبير، والاستراتيجي والتكتيكي البارع، الذي قاد الحركة التصحيحية في الحزب والدولة ليرسي في تاريخ سورية الحديثة دعائم عهد من الاستقرار والنهضة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية بعد أن كانت الفوضى والاضطرابات تعصف بالبلاد منذ استقلالها عام ١٩٤٥. فكان القائد الذي جسد بفكره وقيمه ونضاله آمال الشعب وأهداف الأمة. ونحن في رحاب الذكرى، نجدد العهد لسورية وقائدها الرئيس بشار الأسد أن نبقى على النهج المؤسس والمسار الرائد… وكل الرحمة والإجلال والإكبار لروح القائد الخالد.. ولأرواح الشهداء الأبرار في كل بقعة من ربوع وطننا الحبيب والمجد والسمو لسورية وشعبها الأبي.
رنا رئيف عمران