أزمة مياه خانقة في ريف طرطوس .. سوق الصهاريج رائجة و ” الحمير ” تعمل كبديل عنها ؟!

الوحدة : 9-6-2022

فيما لم ترد وزارة الإدارة المحلية بعد على التوصية التي رفعها مجلس المحافظة، بشأن تخصيص إعانة المليار الذي تم توريده لقطاع المياه في المحافظة من أجل تغطية أزمة انقطاع المياه عن معظم قرى المحافظة وسط غياب الكهرباء والمحروقات ، تمتد وتتعاظم معاناة المواطنين الذين يقولون صبرنا على كل شيء إلا أن انقطاع المياه كارثة لا يشعر بها إلا من يعيش مرارتها ، وكل الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لا تغن عن جوع ، فالواقع مؤلم والمواطنون في قطاع القدموس الشمالي مثلاً يشتكون من انقطاع المياه من أكثر من شهر عنهم ، فيما لاتصل المياه إلى العديد من القرى إلا مرة واحدة ، أو بضع ساعات كل ثمانية أو عشرة أو خمسة عشر أو ثلاثين يوماً وهي مدة لا تكفي لا لتعبئة خزاناتهم ولا لحل معاناتهم !!

لتبقى سوق الصهاريج هي الرائجة كحل لمن يستطيع الدفع والتعبئة حيث وصل سعر الصهريج في بعض الحالات ل٨٠ ألف ل.س، بسعة / ٢٠ برميلاً ، فيما اضطر بعض المواطنين لنقل البيدونات على الحمير لمنازلهم !! ليضاف للمشهد ما يعانيه مزارعو الزراعات المحمية الذين ناشدوا المعنيين أكثر من مرة للتدخل وتأمين الري لأراضيهم قبل أن تفسد وتتخرب محاصيلهم لهذا الموسم .

دراسات مع وقف التنفيذ : أعدت مؤسسة مياه طرطوس دراسة لأهم الخطوط التي تحتاج إلى ربط كهربائي، للتخفيف قدر الإمكان من حدة المشكلة وفعلاً تمت الدراسة من قبل المؤسسة لخمسة خطوط تحتاج إلى ربط بخط كهربائي دائم معفى من التقنين وكانت الكلفة التقديرية لهذه الدراسة حوالي سبعة مليارات ليرة سورية ، ولأن موازنة مؤسسة المياه لاتسمح بتنفيذ هذه الخطوط ، يسعى مدير عام مؤسسة المياه للتعاون والتنسيق مع شركة الكهرباء ، وفق برامج زمنية محددة، مع عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة ، وعن هذا الموضوع يشير السيد راتب إبراهيم، عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة طرطوس : أن المحافظة أرسلت مذكرة إلى وزارة الإدارة المحلية من قبل المحافظ تطالب بضرورة العمل على تأمين التمويل اللازم لربط بعض محطات ضخ المياه بالتيار الكهربائي بخط دائم ، كما تم إعداد مراسلة إلى وزارة الموارد المائية للعمل على تأمين التمويل اللازم ، إضافة لإرسال توصية لوزارة الإدارة المحلية للموافقة على تخصيص إعانة المليار ل.س لربط مشاريع المياه بالكهرباء، الأمر الذي ينتظر موافقة وزير الإدارة المحلية ليتم تحويل المبلغ ، كحل جزئي لمعاناة المواطنين على امتداد ريف طرطوس ، في حين أشار مصدر من كهرباء طرطوس أن حل مشكلة المياه القائمة وربط جميع خطوط المياه بخطوط كهرباء دائمة يحتاج لأكثر من ٢٠ مليار ليرة، ليبقى السؤال : هل من أفق ينتظر..

وهل من حل قريب لمعاناة الناس القائمة ؟! ..

ننوه أخيراً : أن الصورة المرفقة مع المادة هي من تصوير الشاب سليم الصارم من قرية المرانة.

رنا الحمدان