تراثنا وحكايات الثلج و الوجاق ..القحط و مواسم الحصاد

الوحدة 8-6-2022

 

 و يبقى بكل حال من الأحوال الإنسان ابن بيئته، هذي البيئة التي تطبعه بطبعها،وتلقي بظلالها على خريطته العقلية و النفسية. فكيف بنا إذا كانت هذه الطبيعة تمتلك من معطيات الجمال و البساطة ما يكفي لخلق إنسان نقي القلب، والسريرة، تتملكه نزعته لحبّ الحياة والعيش المسالم بطيبة و محبة. عندما نتحدث عن طبيعة ساحلنا الجميل تتفتح أمامنا الصور الجميلة و الراقية عن هذه الطبيعة، وعن نمط حياة الإنسان في هذه البقعة الساحرة من الأرض، وما تكتنفه هذه الحياة من حبّ البساطة و الجمال. و مع التغير المحموم لهذه الحياة، بتنا نفتقد كثيراً من تفاصيلها الجميلة، المترفة بتفاصيل طافحة بالإنسانية والحب. ولهذا نلجأ بين الحين و الآخر إلى كل ما يتعلق بتراث هذا الساحل الساحر. و كم هو غنيّ هذا التراث بحكايات الآباء و الأجداد، حكايات الثلج والوجاق ،القحط و مواسم الحصاد. بالرغم من صعوبة الحياة آنذاك إلا أنها كانت مترفة بالطيب و الكرم، بالصدق والمحبة النقية، الخالصة. ولا ننسى بطبيعة الحال الغناء الشعبي بكل ألوانه، والذي ما زلنا حتى الآن نحفظ كثيراً منه، و تهتز مفاصلنا كما قلوبنا طرباً عند سماعه هنا أو هناك. أغانٍ تحكي عن أيام زمان بحلوها و مرها، صادقة و جميلة في كل تفاصيلها،أيام كان فيض مشاعر المحبة، و نقاء التواصل بين البشر عناوين عريضة لزمن جميل غادرنا بعيداً و ترك لنا أرواحاً باردة تلوك قسوة هذا الزمن، و قلوب بشر غادرت النقاء و الطيب، أو تكاد. و يبقى تراثنا غنياً بكل ما هو راقٍ و إنساني وجميل من أغلى ما نملك في صيرورة حياة هذا الساحل الجميل و تلك الجبال الشماء. تراث يملك من القيمة الثمينة ما يكفي لنعتز به و نرتمي في حجره في كل زمان و مكان. وليس أحب إلى الروح و القلب من أن أختم مقالي هذا بكلمات جميلة من أغنية تراثية جميلة: سكابا يا دموع العين سكابا تعي وحدك ولا تجيبي حدابا وان جيتي وجبتي حدا معاكي لهد الدار واجعلها خرابا تركوني أنوح واشتكي زماني زماني والله بالهوى رماني حبيب الروح ما ادري ليش جفاني.. جفاني وراح وخلفلي العذابا انا شفت الزين ماشي في البرية خدو احمر والعيون عسلية انا لاجل الزين راح غني غنية.. واصير شاعر وغنيلوا عتابا

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار