الوحدة 8-6-2022
مازالت الحياة في الريف تتصف بالكثير من البساطة والعفوية، ومازال الكثير من الريفيين وبخاصة كبار السن يستخدمون في حياتهم اليومية الكثير من الأدوات التقليدية البسيطة التي يصنعونها بأيديهم،عبر ما توفره لهم الطبيعة من مواد أولية، ومن هذه الأدوات المكانس الريفية ، التي مازالت صناعتها دارجة عند بعض النساء حتى اليوم ، ويحافظن على استخدامها في تنظيف منازلهن على الرغم من التطور الصناعي واختراع المكانس الكهربائية والبلاستيكية. ولصنع هذه المكانس طريقة خاصة حدثتنا عنها العمة أم جورج من سكان بلدة الروضة بريف طرطوس ، والتي قالت لنا : في مثل هذا الوقت من كل عام مع نهاية فصل الربيع،وبداية فصل الصيف،نذهب إلى البرية لقطع ما يلزمنا من نبتة المكانس الخضراء،ونجلبها إلى البيت حيث ننظفها أولاً،ثم نعمل على جمع أعواد القش وصناعة يد المكنسة ، وخياطتها وتمشيطها ، وقص الزيادة منها ، وأخيراً نقوم بربطها بحزم بلاستيكية،وباستخدام مواد بسيطة كالخيط والمسلة ومطرقة خشب، وتضيف أم جورج: تعودنا على صناعة هذه المكانس منزلياً ، واستعمالها في تنظيف بيوتنا منذ كنا صغاراً ، حيث ورثنا ذلك عن أمهاتنا وجداتنا جيلاً بعد جيل، فهي جزء من تراث لم ولن يندثر رغم قلة استخدامه، مشيرة أنها كل عام تصنع مجموعة من المكانس وتبيعها كمصدر رزق ومهنة باتت تعينها، فيما تتمنى أن يتم إعطاء هذه المهنة المزيد من الاهتمام والمتابعة،للحفاظ على بقائها على قيد الحياة ومنعها من الاندثار لأنها تشكل جزءاً من تراثنا وفلكلورنا الجميل.
نهاد أبو عيسى