الوحدة 8-6-2022
اللاذقية عطشى لا أحد يقول غير ذلك، حتى القائمين على مرفق المياه وإن كان لهم تبريراتهم، واللاذقية تعاني انقطاعاً مريباً في التيار الكهربائي مدته خمس ساعات ونصف مقابل نصف ساعة وصل لا تغني ولا يستفاد منها إلا في شحن الهواتف النقالة، وأتحدى من يقول غير ذلك، هل تكفي النصف ساعة لتحريك الأجواء الباردة في البرادات المنزلية ، أو أجهزة التكييف أو لمتابعة برنامج تلفزيوني ، أو لإقلاع غسالة وغير ذلك …!؟ – قلناها مراراً وتكراراً كي نخفف الانتفاع الأدنى من الماء والكهرباء اجمعوا هذه الأنصاف من الساعات تصل إلى ساعتين يومياً وأمنوا فتح المياه منها حينها يتمكن الناس من الإفادة من الماء والكهرباء معاً، إذ يمكنهم بهذه الحالة تشغيل مضخات المياه وتعبئة خزاناتهم. معاناة أبناء اللاذقية عرضها عضو مجلس الشعب الزميل مالك حبيب تحت قبة البرلمان مطالباً بلسان أبناء اللاذقية إيجاد مخارج لهذه المشكلة المزمنة. الزميل حبيب قال: اللاذقية تعاني العطش والسبب ليس نقصاً في الوارد المائي فالمياه متوفرة ونهر السن لازال يحمل خيره إلى الحقول والحلوق العطشى، وإنما المشكلة في الكهرباء وأضاف: سمعنا عن مشاريع كهربائية يمكن أن تخفف حجم المعاناة ومنها محطة الرستين، إذا دخلت هذه المحطة دائرة الاستثمار. العطش في كل مكان، في أحياء اللاذقية حيث تجتهد كوارد مؤسسة المياه لنقل الماء بالصهاريج ، ارتفعت شكوى الناس المياه عندهم وصلت حد الندرة. ولأن صهاريج المؤسسة لا تكفي حاجة عدد قليل ليستجير الأهالي بأصحاب المقطورات الخاصة حيث تنشط هذه الأيام تجارة المياه وبأسعار وصلت إلى ٣٠ ألف ليرة للمقطورة الواحدة سعة (١٥)برميلاً. الشكوى على لسان أصحابها البارحة وإلى ساعة متأخرة ليلاً كون محركات مقطورات المياه تقلق الناس وتبعد النوم عن عيونهم ، ولأنني من هؤلاء خرجت إلى الشارع حيث في كل زاوية تجمهر لعدد من المواطنين يتساعدون ويتبادلون الأدوار في وصل خراطيم المياه وإيصالها إلى الخزانات الفارغة، سألت أحدهم فقال : الله يلطف بالعباد ،ماذا يتحمل هذا المواطن ، حتى نضيف إلى قائمة همومه هماً لا يمكن التغاضي عنه ، فالماء كما تعرف نبض الحياة وبدون هذا النبض لا حياة. وأضاف: عشرة أيام لم تصل قطرة ماء واحدة إلى خزاني ، ومعي كامل جيراني في البناء لذا قررنا الاستعانة بمقطورة مياه خاصة تفي ببعض حاجتنا. الآخرون ممن كانوا معه، تساءلوا باستغراب عن هذا الانقطاع الطويل للماء وأضافوا: الكهرباء أصبحت لدينا من المنسيات، تعايشنا مع الحالةواستعضنا عنها باللدات والمولدات أما الماء فلا بديل وهذه المقطورة هي للضرورة القصوى وفقط. لنا كلمة : بالطبع حديث الماء هذه الأيام طغى على كل الأحاديث وتقدم كل الهموم والمعاناة والقائمون على مرفق المياه يضعون باللائمة على الكهرباء ، وهذا يقودنا إلى الفكرة التي طرحها الزميل مالك حبيب عضو مجلس الشعب تحت قبة البرلمان بضرورة استنفار الجهود لإقلاع محطة الرستين الكهربائية وإلا فالمعاناة قائمة ومستمرة ومتزايدة.
غياث سامي طراف