الوحدة:5-6-2022
أن تجري عملاً جراحياً يعني غرفة عمليات مثلجة وطاقم طبي يلتف حولك، وأنت الهيكل الصامت ( راضخاً ) تسير ، ( متردداً ) ، على قدميك ، نحو سرير من جلد ، تعلوه دائرة من ( أضواء مبهرة ).. لحظة التسليم ليد ( طبيب التخدير ) يعني أنك ، الآن ، تدخل في ( رحيل) أو (موت) أو (رقاد) إرادي يقلق خيالك، ولو مؤقتاً .. الآلام لا تحتمل، رافقتك على مدار أسابيع.. ولابد من إزالة (العدو) المزعج، المزروع في أحشائك.. وكان ماكان..أجريت العملية ، على مبدأ وجع أسبوع ولاوجع دائم.. المهم أن ماخرجت به من هذه التجربة: هو أن الصحة أهم من كل كنوز الدنيا.. ومبادرتنا حين يلتقي أحدنا بالآخر بالسؤال الأهم: (كيف صحتك) تدلل على عظمة الصحة .. أيضاً أنه علينا أن نقدس ( الأنامل) الخبيرة، المتفوقة، التي تحمل (مبضع الجراح)، لتزيل أوجاعنا، وأن نحتفظ بهذه (الطاقات الطبية)، بكل الإغراءات، كي لايرحلوا، فنخسر كنزاً لايمكن تعويضه، وتتذكر افتخار ألمانيا بالعدد الهائل والخبير الذي ربحته من الأطباء السوريين!!!!!.. ومن جهة أخرى، حين يتعلق الأمر بتكاليف أي عمل جراحي، وحتى أي مرض، وتبعاتها، يجعلنا نعترف بأن المرض في بلدنا صار ( ترفاً )، بل لحظة رعب حقيقية.. وهنا لابد من (الإلحاح الشديد)، على الجهات المسؤولة عن صحتنا، أن تسرع بإقرار الضمان الصحي ل 700 ألف متقاعد، وهم الأحوج، في هكذا عمر، للضمان والرعاية، بعد أن أفنوا أعمارهم في خدمة البلد.. والأهم، الأهم أن نشكر الله على كل شيء ..
جورج إبراهيم شويط