الوحدة 3-6-2022
هذا ما جناه عليّ أبي وما جنيت على أحد ، وبعيداً عمّا لحق بالمعري الفيلسوف من ظلم أبيه، فهذا يشبه واقع ما حصل لبعض مزارعي القمح إلى حدّ ما، وبحسرة شديدة وألم متنوّع، وما آلت إليه الأمور لدى البعض، حول من قام بشراء كمياته من مراكز الدولة أو البحث عن السماد بين الأسواق المجهولة وأسعارها الخيالية وتكاليف الحراثة والرعاية الأخرى، حيث وجد هذا المزارع نفسه في عداد الخاسرين قولاً واحداً بأرضه وبين محاصيله نتيجة سوء البذار التي تمّ توزيعها لهم وتوقف نموها عند حدّ قزمي بسنبلة بخيلة، ( كما حصل مع عروة البطاطا في طرطوس ) فقد تبيّن للعيان أن من زرع موسمه هذا العام بعيداً عن مخازن الحكومة أو من مصادر خاصّة، كان محصوله في حالة ممتازة وهو من الرابحين حكماً، على عكس ما يتم تداوله حول محاصيل كثيرة وُلدت خاسرة، وتبيّن أن إنتاجهم لا يوازي نصف ثمن ما اشتروه ، عداك عن مكابدة ورعاية ودعوات استسقاء لم تنفع ما فعله حظّهم السيء، وقد أصابهم الذهول من هول خسارة غير مستحقة حقّقت مآربها العدائية في ابتعاد هؤلاء عن زراعة مقبلة مستقبلية للأقماح، حتى ولو بقيت مساحاتهم الزراعية بوراً على حدّ قولهم، متسائلين بحزن عن تعويضهم خسارة لم تكن بحسبان بيادرهم الذهبية، في وقت نحن بأمسّ الحاجة لزراعة كل شبر من حيازاتنا الزراعية حتى ولو كانت جبلية، نظراً لما تشهده الساحات العالمية من حروب مبطّنة، أدواتها العسكرية جوع وقمح، فهل ستعمد الحكومة إلى تعويضهم الخسارة الظالمة، لكسب ودّهم وتعزيز الثقة ما بين المزارع والهرم الحكومي المتمثّل بوزراة الزراعة والقيام بتحسين السلالات القمحية الموزّعة بأخرى غزيرة الإنتاج ذات جدوى اقتصادية ربحية جيدة تناسب انتظار وتعب فلاح موعود ؟.. نأمل ذلك.
سليمان حسين