هل تأتي الفرصة حقاً.. لمن يستحقها؟!

الوحدة : 1-6-2022

 بينما تنفق المبالغ الطائلة على الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية الرياضية و الاستعراضية وعروض الأزياء.. ، (وعلى أثرها ينعم المشاهير من الممثلين وغيرهم بحياة الرغد والوفرة )، يعاني معظم أصحاب المهن الأخرى في المجتمع ذاته من ندرة المكاسب المادية، على الرغم من أن البعض منهم ينحتون الصخر بحثاً عن إيرادات تؤمن لهم تكاليف معيشتهم وحياتهم.. هذا من الجانب المادي للأمر (وهو شيء جوهري نقف عنده بكثير من الحيرة والتفكر)، إلا أن الحانب المعنوي يأخذ الحيز الأكبر من هذه المسألة الاجتماعية بامتياز. إذ يتبادر إلى أذهاننا السؤال الآتي : هل حقاً تأتي الفرصة لمن يعرف استثمارها والاستفادة منها وتطويعها لتخدمه في حياته؟ وهل تختص هذه الفرص بشرائح معينة من المجتمع؟ وعلى الأخص فئة المشاهير في الفن والرياضة ودنيا التجميل ودور عرض الأزياء… هذه المهن التي تثير حولها الكثير من الإشكاليات والتساؤلات حول أحقيتهم في احتلال مواقعهم كنجوم باتوا يفرضون أنفسهم على حياتنا بكل تفاصيلها. فأن تصبح نجماً، يعني شهرة، ومالاً، وأضواء، وجمهوراً يتابع ويلاحق أخبارك.. إذ أنه ومنذ أول وهج لها، تصدر هذه المهن نجومها، والعالم برغبة ومتعة، يشاهد ويتابع .. وعلى حافة التساؤل… نسأل: كيف يحلق الموهوب عالياً، ليصبح بمرتبة نجم؟ أية طاقة خفية كامنة، وأية ضربة حظ استثنائية، تلك التي تحوله، من مجرد إنسان عادي، إلى إنسان استثنائي، له بريقه في الوسط الاجتماعي، بريقه الذي يجذبنا، ويشدنا، لنأخذ معه صورة للذكرى؟. نجوم كثر، وبلحظة صدق، اعترفوا أن بداياتهم كانت بائسة، وفجأة، يتصدرون الصفوف الأولى من المجتمع المخملي: قصور، وسيارات ، وصداقات مع كبار القوم في المجتمعات، وأيضاً في بلاد الاغتراب و المال، مع منح استثنائية لإقامات ذهبية… فهل تأتي النجومية فقط من السينما أوالرياضة أو الغناء… ؟ قطعاً لا.. فثمة نجومية ومال في السياسة، وفي إدارة رأس المال والأعمال، وفي مناحي عديدة أخرى.. والنجم المتميز في اختصاصه هو من يمسك بصولجان نجوميته بذكاء، حتى الرمق الأخير.. لكن.. ما الذي تتطلبه النجومية من هؤلاء أم أنها تأتي هكذا بلا تعب؟؟ حتماً تحتاج لاجتهاد ومثابرة وسهر وتضحية وإدارة للوقت وللموهبة، وفن إدارة للعلاقات بمسؤولية وحنكة.. فثمة نجوم حلقت… وثمة فنانون مازالوا ينحتون، بصبر وأناة، في الضوء ، ليكون لهم موطئ وهج بين الكبار.. وعلى الضفة الأخرى من الحياة، فإن على باقي شرائح المجتمع التسليم بأن في هذا العالم قاعدة تقول : (لكل مجتهد نصيب)، أما نصيبنا نحن الجمهور ، فهو أن نتابع هؤلاء النجوم – أياً كانت الطريقة والوسيلة التي اتبعوها لاغتنام فرصتهم – ونصفق لهم، ونستمتع بمايقدمونه من تحف فنية مبهرة، تكون بلسماً يخفف عنا، قليلاً، من الوجع والهموم اليومية .. دون أن يكون لنا الحق في المطالبة بعدالة توزيع الفرص بحسب الجهد والعمل لكل أفراد المجتمع.. هذا الجهد الذي لم يعد في زماننا يقاس بالكيف والنوعية التي تنعكس إيجابياتها على الذات أولاً وعلى الجميع في نهاية المطاف، إنما يقاس بالكم والمدى الذي يلبي فيه احتياجاتنا ومطالبنا التي لن تتحقق إلا بالتحايل على الواقع واستثمار فرصه بالشكل الأمثل، وكما يقولون : ” لا تنتظر أن تأتيك الفرصة غير العادية، بل انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة “.. وعندها فقط قد تأتي الفرصة لمن يستحقها بجدارة.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار