الوحدة 25-5-2022
كما للإعلام دوره و تأثيره الخاص على الجمهور المتلقي، وكذلك للأدب بصمَته الخاصة لدى المثقف المطلع والمتابع للنتاجات الأدبية بكافة تصنيفاتها .
و تبرز العلاقة الوثيقة المهمة بين الإعلام والأدب في أداء كلا الطرفين دوراً هادفاً ومسؤولاً وواعياً مشتركاً غايته نشر الثقافة ونهوض المجتمع وتطوره.
و ما سمو العلاقة بين الإعلام و الأدب وتكاملها إلا انعكاس لجودة وعمق وجوهر المحتوى لكلا الطرفين بعيداً عن المصلحة الشخصية و المنفعة المادية، وما تردي تلك العلاقة إلا انعكاس لسوء وسطحية المحتوى لكلا الطرفين معاً بهدف تحقيق المنفعة التبادلية في كسب الشهرة و الأضواء وجذب المتلقي دون أدنى مسؤولية.
في هذا السياق ألقت مديرة موقع نفحات قلم منيرة أحمد محاضرة ثقافية في مركز ثقافي جبلة بعنوان : ( علاقة الإعلام بالأدب) التي رأت أن وسائل الإعلام عموماً هي صانعة النجوم فى مختلف المجالات، رغم عدم تخلي وسائل الإعلام المختلفة عن دورها المنوط بها، موضحةً أن المؤسسات الإعلامية تبتعد عن أهدافها الأساسية في توعية الشعوب عندما يسيطر رأس المال عليها ، فمن يملك الآن يسيطر ، دون النظر إلى المحتوى، مشيرةً إلى أن صفحات التواصل الإجتماعي أصبحت بمثابة إعلام شعبي بين يدي كل مواطن يفتح المحمول ويسجل أو يصور واقعة.
وذكرت المحاضرة أن الحضور الثقافي في مجتمعنا هامشي ومعزول لجملة أسباب وموجبات، وهذا يعود لطبيعة نشاط المثقف وتواجده في المجتمع ووسائل الإعلام حسب ما هو متوفر من برامج تلفزيونية تهتم بالشأن الثقافي، وهذا الأمر يعود أولاً إلى علاقة الأديب الشخصية مع معدي ومقدمي هذه البرامج وهؤلاء أيضاً أغلبهم من الأدباء والمثقفين، أو لمكانة الأديب الثقافية والإبداعية التي تأتي بعد العلاقات الشخصية.كما لفتت المحاضرة إلى أن معظم المثقفين، إن كانوا من ذوي الإنتاج الأدبي والفني أو من يمكن وصفه بمثقف من الأكاديميين والتدريسيين، يعملون في مجال الإعلام كونه الأقرب لهم ولاختصاصاتهم، ومعظمهم لديه الخبرة الجيدة في اللغة والكتابة والإلقاء والحضور والإلمام بقضايا وتفاصيل المشهد الثقافي بتكويناتها الإبداعية، لكن هنا ثمة إشكالية.
فالشهرة الإعلامية طبيعية مرتبطة بالظهور المتكرر عبر الشاشة ومؤخراً عبر موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعيد نشر حلقات من برامج تلفزيونية او من خلال اقتطاع مقطع لحديث إشكالي من حوار سياسي أو ثقافي أو فني يديره اديب يعمل في مجال الإعلام، وتقديم البرامج، هذه الشهرة الإعلامية ، حتماً تأتي على حساب الشهرة الثقافية أو الأدبية. وحتماً للوضع الاقتصادي ومتطلبات الحياة دور بهذا الأمر لكن لابدَّ من أن يضع الأديب (الإعلامي ) منهجية لهذا التداخل بين المهنة (الإعلام ) والكتابة (الأدب ) رغم أنه في دول عدة باتت مهنة أيضاً توفر متطلبات الحياة للكاتب والأديب عبر ضمان حقوقه في التأليف أو عبر ما يحصل عليه من دعم حكومي وتفرغ للكتابة و الإبداع أو عبر توفير فرصة عمل مناسبة تؤمن له مدخولاً ملائماً للعيش الكريم. كما استعرضت الأستاذة منيرة عدة آراء لمجموعة من الأدباء والمهتمين بالشأنين الإعلامي والأدبي نقتطف منها الآتي :
– د. آسية بديع يوسف – مديرة ملتقى عشتار دكتوراه في النقد الأدبي الحديث.، قالت: ينبغي على الإعلامي أن يمتلك أدواته الفنية من ثقافة و إحاطة بالموضوع الذي يتطرق إليه.
. – د . جليل البيضاني، قال : يبقى الإعلام المحرك الأكبر والتفاعلي مع الأدب والعلاقة بينهما جدلية لا يمكن فصلها لأن الأدب يفقد انتشاره دون الإعلام، والإعلام يفقد تواصله المجتمعي دون إشراك الأدب في حيثياته.
. – م. غادة الأسد أمينة سر و مشرفة في ملتقى عشتار، قالت: رسالة الإعلام هامة يجب أن تتصف بالدقة والمصداقية والتحديث المستمر في فنون التواصل عبر الكلمة والصورة والتدريب المستمر لكوادر متخصصة تجيد التسويق والتقديم لهكذا أمر. – دكتور علي لعيبي رئيس تحرير مجلة الآداب والفنون العراقية، قال :في أوقات المحن والحروب يكون الأدب فعلاً مكملاً للبندقية، وكم من قصيدة أو خطاب أدى رسالة إعلامية كبيرة عبأت شعباً باتجاه الانتصار.
. – الشاعرة آمنة المياح، قالت: الإعلام والأدب رسالة توعوية و إبداعية لا تقبل التجزئة تقود إلى وضع حضاري متقدم. – أ. نبال ديبة مديرة علاقات عامة في ملتقى عشتار، قالت: الإعلام هو أساس المعرفة والثقافة ،وهو أقدم وسيلة لتوثيق المعلومة بحيث تحافظ وسائل الإعلام على ما تنشره وتحميه من أي تلاعب وعبث وضياع.
. – الشاعرة بشرى عيد، قالت : ما يجمع بين الأدب والإعلام هي تلك الكلمة وتأثيرها وذلك القلم الذي يصف الواقع وينقل الاحداث ليكون إعلاماً،أو يصف تلك التصورات الذهنية اللامرئية في مخيلة الكاتب إلى التشخيص الذي تنتجه اللغة.
ازدهار علي