الوحدة 25-5-2022
أقام المركز الثقافي العربي في بيت ياشوط محاضرة بعنوان ( المتنبي يعثر على أبيه) وسط حضور وقامات ثقافية مميزة. ألقاها الدكتور الأديب زهير سعود ، واستفاض بالحديث عن عبقرية شاعر العرب أحمد بن الحسين جعلته مالئ الدنيا وشاغل الناس، فمنذ مأساة رحيله في العام ٣٥٤ للهجرة، وحتى يومنا هذا لا يمضي بضعة عقود حتى يعاد تجديد ذكره على يد باحثين وفقهاء لغة ودين ومهتمين بالحكمة وثورة الشعر الكلاسيكي الفنيّة.
وكفى المتنبي أن فيلسوف الشعر المعرّي لم يعترف بعبقرية شاعر إلا معه في كتابه معجز أحمد وهو لم يطلق صفة الشاعر لغيره حيث كان يكتفي بالقول: قال فلان.
وتابع الدكتور سعود قائلاً: محاضرتي لا تجدد في تناول شعر المتنبي فقد كفته الأبحاث العميقة التي أجاد بها عمالقة كابن جني وابن العديم والواحدي واليازجي وطه حسين والعقاد وشاكر والشايجي وغيرهم كثر من العرب والاستشراق، بل ستثبت المحاضرة كذب الرواية الدرامية التي ألحقت بسيرة المتنبي حول نسبه وعقيدته وصفاته والتي ألحقها به خصومه والقراءات السطحية للشخصية، فهي تعيد تجديد معرفتنا بالشاعر من خلال قراءة تذوقية لشعر أبي الطيب وتقاطعات المؤرخين وسير حياة معاصريه، أيضاً لتثبت بأن المتنبي كان حمدانياً. والمتنبي لم يكن طالب ثروة ومجد شخصي بل كان ثائراً، وسطر من خلال أشعاره وسلوكه إعلام مرحلة انحطاط الخلافة العباسية وسيطرة الخدم والعبيد والإماء من الأقوام الأجانب. فكان الصوت المدوي في رفض حالة الانحطاط والساعي لعودة مجد العروبة والإسلام المعتدل.
الدكتور زهير أثبت بالدلائل والقرائن أن الشاعر هو ابن الحسين بن حمدان أحد أبرز القادة المتصوفة في عصره.
معينة أحمد جرعة