الوحدة : 18-5-2022
لا بد للمتابع الذي يأخذ في حسبانه المنطق العام لمدينة كبيرة يتخلّلها بعض المشافي الحكومية أن يكون على دراية بتلك الأعداد الكبيرة التي تزور تلك الصروح وكم من الأوقات لبعض تلك الحالات المسعَفة تُمضي داخل عياداتها المجانية، وهل اقتصرت تلك الزيارات المرضية على أبناء اللاذقية في ظل وجود الآلاف من ضيوف مهجّرين من محافظات أخرى حالهم المادي قد يكون أسوأ من حال السكان الأصليين لهذه المدينة، حيث يتّضح من خلال أقسام الإسعاف أنّ هناك إقبالاً متزايداً من قبل شرائح متعدّدة يتم تسجيلها بتلك الأقسام وبالتالي إقامة بعضها لأيام وأسابيع لاكتمال العلاج داخل العيادات وغرف المرضى، وبعضها الأخر المتعلق بالكسور والجروح السطحية يتم تضميدها ووضع الجبيرة الخاصة في قسم الإسعاف إذا كان الوضع لا يستلزم المكوث بالمشفى، علماً أن هناك حالات فقْر تُجبر أصحابها للاستعانة بمشافي الدولة، وحالات كثيرة أخرى تدخل تلك الأقسام لإيمانها ويقينها بقدرة كوادها الطبية التي تعمل ضمن أروقة مشافي الدولة بكل نزاهة واحترام، إضافة إلى الضغط المادي المستفحل الذي يلفح الجميع، ومن هذا المنطلق يقوم بعض الأطباء بتحويل مرضاهم إلى مكان وجودهم وعملهم الأصيل ضمن مشافي الدولة بعد النظر بحال المريض وضعف قدرته على المتابعة في العيادات الخاصّة وتكاليف الأدوية، حيث يتم تقديم ما يلزم من عقاقير طبية وصور هي بتكلفة عالية خارج المشفى، عداك عن أدوية الأمراض المزمنة وتكاليفها المرتفعة، وهنا لا بد من ذكر بعض الحالات الخاصّة التي تتطلب من المريض تأمين بعض الأدوية من الخارج لعدم تواجدها بأقسام مشافي الدولة بسبب العقوبات والحصار المفروض على البلاد، ومن خلال ذلك يقوم البعض بالاصطياد بتلك المياه الملوّنة بطريقة بشعة، فمن الضروري عدم الانصياع لما تسطّره صفحات فيسبوكية صفراء تشوبها شخصنة واضحة هدفها تدمير سمعة منظومة عملاقة تقدّم خدمات ورعاية جليلة مطلقة في خدمة المراجعين على مدار الساعة، وما يتم دفعه أحياناً من مبالغ رمزية هي لا تساوي جزءاً من سعر الضماد أو أدوات التعقيم التي تقدّمها تلك المشافي وما تكابده الكتائب البيضاء التي تعمل ضمنها بكل أمانة وإخلاص، علماً أن هذه المشافي، وتحديداً الوطني وتشرين الجامعي والعسكري وكذلك مشفى الباسل لجراحة القلب، يعمل ضمن أقسامها نخبة أطباء البلاد ومن جميع الاختصاصات ذوي كفاءة عالية مشهود لها، إضافة إلى وجود أجهزة طبية على مستوى يحاكي التطور الطبي العالمي وكادر تمريضي قمّة في التعامل المثالي مع المرضى والمراجعين، وكل ذلك من خلال ما نراه ونراقبه بأمّ العين بكافة الأوقات، فلكامل تلك المنظومة مجتمعين كل الاحترام والتقدير والنجاح.
سليمان حسين