المشاعر العارية

الوحدة: 15-5-2022

قرأنا وسمعنا كثيراً عن انعكاسات المشاعر والأحاسيس على تقاسيم الوجه لدى الكائن البشري حيث تتجسد معالم الحزن أو الفرح أو الكراهية أو الحب واضحة في لحظة الانفعال الأولى الخارجة عن السيطرة قبل أن يتدخل الوعي ليكبح جماحها ويغلفها بما يتناسب مع الحالة القائمة أو طبيعة الشخص الذي يقف أمامنا ومدى أهمية العلاقة التي تربطنا به .

لكن إمكان امتلاكنا تلك القدرة لايعني تمكننا من إخفاء مشاعرنا بالسرعة المطلوبة في جميع الأحيان، الأمر الذي قد يتسبب لنا بإحراجات أثناء مواقف معينة لانريد إظهار حقيقة مشاعرنا تجاه الآخر أو تجاه الموقف بحد ذاته. واليوم تتضاءل مساحة إخفاء أحاسيسنا المحرجة بعد أن بشرنا العلماء بأنهم يعكفون على تطوير برنامج كمبيوتر قادر على قراءة المشاعر ، بحيث يستطيع معرفة مايفكر فيه المرء عن طريق تحليل مجموعة من حركات الوجه بما يوضح المشاعر الدفينة للشخص، وهذا البرنامج يسمح بالتعرف إلى عدد كبير من الحالات الذهنية عن طريق توجيه كاميرا فيديو نحو شخص ما، وإن الكمبيوتر قارئ الأفكار قد يكون له عدة استخدامات من تحسين قدرات الناس على قيادة السيارات إلى مساعدة الشركات على إعداد الإعلانات لتناسب الحالات المزاجية للمستهلك، كما يأمل العلماء أن يجعلوا التقنية الجديدة تقبل تدخلات أخرى مثل الحالات المزاجية والإيماءات.

إذاً إلى أين سنفر بمشاعرنا عندما تعمم هذه التقنية والتي قد تستخدم عبر أجهزة الهواتف الجوالة ؟

وإلى أي حد سنكون قادرين على تضليل عين الكاميرا الدقيقة و نحن الذين بالكاد نستطيع التحكم بجانب صغير من تعابير وجوهنا حين تقتحمنا المواقف من دون سابق إنذار ؟

وما الذي سنواجهه حين يفضح (الكمبيوتر الذكي) مشاعرنا للآخرين وكم هو عدد المواقف المحرجة التي سنتعرض لها ؟

فتخيل نفسك مثلاً تقف أمام رئيسك في العمل وهو يطلب منك تنفيذ مهمة لا طاقة لك بها حيث تتصنع الابتسامة وتوافق على الأمر مكرهاً ، لكن (الكمبيوتر الملعون) يتمكن من قراءة مشاعر الكراهية التي تنتابك تجاه رئيسك ما قد يؤدي إلى صدام بينكما وخسارتك عملك؟.

وتخيل نفسك أيضاً مع زوجتك تحاول أن تعبر لها عن إعجابك بطبخها وحسن ترتيبها وأنت تأكل مرغماً ، فهل ستنجو من لسانها لو عرفت رأيك الحقيقي بذلك ؟

ويمكنك أن تتخيل نفسك وقد فاضت مشاعرك أو تبدلت في حناياك تجاه شخص ما ولا تريد الإفصاح عنها لسبب أو أسباب معينة ، إلا أن تعابير وجهك تفضحك وتحشرك في زاوية ضيقة محرجة للغاية أمام الآخر ، لو توافرت تلك (التقنية السحرية) في لحظة المواجهة…..  سيداتي سادتي، أبشروا بالتجول مع أحاسيسكم ومشاعركم العارية أمام الملأ مهما حاولتم إخفاءها أو التستر عليها فقارئ الأفكار الذكي سيكون لكم بالمرصاد دائماً.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار