الوحدة: 15-5-2022
غريباً أتيتُ، جمعتُ عن الدرب بقايا ظلّي، رجوتُ الضفّة الأخرى أن تأتي إليَ، توسلتُ للوجد أن يغسلني بحرقته، أن يعيد صياغتي لهفةً لهفة.. في رحم ألمٍ تعرّفت على نفسي، وبالكاد عرفتها حتى ضاعت منّي، أو ضعتُ منها، وفي قاموسي الذي لم يُترجم إلا إلى لغة الضياع أقرأ: زرعتُ ورداً في مهبّ الصبا، مررتُ على ديار لم يعكرها الأرقْ وفجأة، قلبي كبا.. يا الله.. ما أصعب موت الحبقْ قلبتُ صفحة، حاولتُ أن أجد حكاية سعيدة، جملة تغنّي، أو قافية ترقص: سكب الرحمنُ في وجهك الحسنَ فأثمر الحرف شدواً وشجناً وكادت الروح أن تعانق العشق، تطرّز المساءات سنا أتاني ضجيج وجعكِ سيدتي فأي قيمة للغناء بعدك؟
×××
للوطن الساهر في عيني عتب، عتب كحدّ سيف يماني: أأُفنى وأنت أفقي، أأضيع وأنت بوصلتي؟ تذاكر الدم قطعناها، وأوفينا النذور، وسوّرنا كل حبّة تراب فيك بأرواحنا، أفلا نجد لقطعان شوقنا ظلّ شجرة نتدثّر بها؟ ×××
عندما كنتُ عاشقاً، لم أنظر إلا في مرآتك يا وطني… وحتى الآن، رغم تقاعدي في الحبّ ورغم تحطّم كل المرايا، لا أجد أنقى من صباحك.. كلّ ما أفتّش عنه يا عشقي حبّة دواء وبضع ماء، فالروح متعبة، ولا أجيد جهات السفر والغربة..
غانم محمد