اقتصاديات الصيف القادمة هل ستضع حدّاً للغلاء المستشري؟

الوحدة: 12-5-2022

 

أعلن الصيف حضوره الفعلي، وللصيف نكهات وألوان ممزوجة بخيرات الطبيعة وما أدراك ما تفعل شمس الصيف وقليل من مياه الري وما وعدنا موسم مطري خيّر، فهل تفعل خيرات الصيف فعلتها في تغيير الواقع الذي نعيشه.

لنسترجع بعضاً من فنون إعادة الألق والأمل لواقع اقتصادي مرير أتى على أعصاب الكثيرين؟ فحطّم أمانيهم وزرع في النفوس خيبات ملوّنة بأوجاع الحرمان وصعوبة القدرة على تلبية متطلبات العيش الكريم، فسقطت هذه الضغوط الكبيرة على الّلحوم بأنواعها، ثم نالت الزيوت وأخواتها نصيباً وشهرة، ومؤخراً صرخت سيدة الطعام الأحمر البندورة لتعلن انضمامها إلى صانعي خيبات الجوع والحرمان، لتصبح غاية العائلات اليومية الشراء (بالحبّة) والقيام بتقليبها جيداً قبل عِناقها لحبات أخريات من البطاطا والباذنجان والكوسا (ضمن الكيس نفسه).

 

وبالعودة إلى الصيف، هل سيسمح لنا بشكره وامتنانه الكبير لما حمل من خيرات وفيرة ؟، أم سيعلن قسوته كما فعل شقيقه الشتاء الذي مزّق جيوبنا بمساعدة ثلة من تجّار مستفيدين مؤيدين ..

سِلل الصيف الغذائية كثيرة جداً، شتولها على موعد مع أصحاب الحيازات الزراعية وتحديداً أبناء القرى، وأصحاب الفلين على الأسطح والشرفات، حيث يقع على عاتقهم تغيير هذا الواقع المرير من خلال زراعتهم لمواسم الصيف من بندورة وخيار وكامل أنواع الخضار الأخرى حيث يمكنهم تقاسمها مع أسواق الفقراء بأسعار تُرضي الله وعباده المحتاجين، ومن خلال هذا الصيف أيضاً هناك مهام وعادات عائلية لا بُد من ممارستها من خلال القيام بتحضير مؤونة العائلات وهذا الأمر سيزيد الأمر تعقيداً لأن الأحوال المادية في حالة حرج والجميع بالكاد يخرجون بالقوت اليومي لعائلات كبيرة أو صغيرة، فيستلزم الأمر شراء الثوم والبصل والكثير من أغذية الشتاء والقيام بتشميسها (بعيداً عن التفريز) والاستعداد لطهي المربيات بأنواعها، وكل ذلك سيولّد ضغطاً على مقدّرات الجيوب من الصّعب تنفيذ هكذا برامج في ظل هذه الأوضاع وسوء المردود والرواتب والمعاشات التي تضمحلّ يوماً بعد آخر، حيث سيتحتّم على الغالبية الاستسلام لواقع التقشّف القسري والاستكانة للوضع الحالي وترك الأمور لواقعها الطبيعي وانتظار لحظة حظ هاربة قد تعيد الأمور إلى نصابها فنتمكّن من عودة شيء من عبق وخيرات الزمن الجميل.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار