الوحدة : 11-5-2022
عرفت سورية الصحافة مبكراً وصدرت جريدة سورية عام 1865م في دمشق، تبعها إصدار العديد من الصُّحف، منها: غدير الفرات، والشّهباء. وكأية مهنة لها أخلاقيات تضبطها سواء كانت أخلاقيات شخصية يتصف بها الصحفي، أم كانت أخلاقيات اجتماعية ضابطة للمعايير التي تبنى عليها الصحافة. ولعل مُراعاة المَصلحة العامّة، واحترام الأعراف والعادات والتّقاليد الموروثة عند النّشر، هي أهم اخلاقيات المهنة، إلى جانب احترام تعب الآخرين وعدم سرقة مجهودهم الشخصي. الواقع اليوم …. سأتحدث على سبيل المثال لا الحصر ومن منطلق التجربة الشخصية مع الصحيفة التي أنتمي لها صحيفة الوحدة لأكثر من تسعة عشر عاماً . في هذه الصحيفة كادر صحفي عريق يتوخى المصداقية والمهنية في العمل فترى جملة الأخبار والتحقيقات والتقارير الصحفية والمواضيع المتنوعة والغنية تتكامل في هذه الصحيفة الرسمية وكذلك من جهة وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية التي هي المنبر الحالي لها بعد التوقف عن الطباعة الورقية … نحن كزملاء مهنة تجمعنا أخوة تكاد الهيكلية الإدارية تتجسد بأسرة واحدة تأخذ بالمصلحة الأولى وهي هذه الصحيفة مع توجيهات رؤساء تحرير عاصرناهموقاموا بتقديم شتى أنواع الدعم لصحفيي هذه الجريدة. واقع مثالي لأداء المهمة الصحفية، لكن ماذا عن المنغصات ؟ماذا عن المتسلقين والسارقين ؟ ماذا عن المدعين العمل الصحفي وهم بلا قيود حتى ولا رقيب ولا حسيب ؟ نعلم جيدا أنه ما من مهنة تخلو من المتاعب وهنا لسنا بصدد ذكرها مفصلاً لأنها معروفة عند الجمع الأكبر من المتابعين لكن هنالك أعباء خارج المهنة نتعرض لها تجعلنا أمام تحدي وهو المعالجة السريعة للحدث وإخراجه صورة للمتلقي مع كل الضوابط والقواعد والأخلاقيات التي ذكرناها وهذا التحدي مقبول ومحفز ومهم في عالم الصحافة اليوم فهو أشبه بالمنافسة لو أنها كانت مع منافس شريف !!! للأسف جملة من الأخبار والصور والمواد الصحفية التي نقدمها تتعرض للسرقة و( النسخ لصق ) بالمفهوم العامي ومع ذلك فهذا من شرف المهنة أننا مصدر رسمي ومعتمد وشفاف وحقيقي مع التحفظ على ناحية مهمة بأنك ترى مجهودك وأمام أعينك تمت سرقته … لكن من غير المقبول نهائياً أن تتم السرقة للمادة الصحفية من قبل الصفحات التي يدعي أصحابها أنهم من الكادر الإعلامي والصحفي وهم لا ينتمون لاتحاد الصحفيين أصلاً، وفوق ذلك يفرغون محتوى المادة الصحفية من محتواها لدرجة تصل في بعض الأحيان للاستهزاء من المادة وصاحبها مع جملة مايسببون من إحباط في الحالة العامة للجمهور المتلقي … كيف سينصفنا القانون ويحمينا ؟ ونحن نعلم جيداً أن ذلك يشكل جريمة الكترونية، لكن حتى الجريمة يجب أن تجتمع العناصر المكونة لها فمن هو الذي شرع لهؤلاء المتسلقين والمدعين صحافتهم ؟ حتى أنه في نظام المواقع الالكترونية هناك بنود انتهاك معايير المجتمع ويؤخذ بالشكاوى المقدمة حول المحتوى والناشر إذا ما انتهك هذه المعايير … نعم عالم التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية هي أسلحة ذات حدين، فلمجرد الحصول على لايكات و سبق صحفي مغمور ولا يُكشف عنه بمهنية ينشر دون حسبان أبعاده أو الاستناد إلى مصداقيته أو الكشف عن بعده المظلم وصداه في النفوس …. نعم مطلبنا كصحفيين مهنيين بأدنى الحقوق وهو حفظ تعبنا من السرقة والتشويه بالإضافة إلى تأطير عمل هؤلاء ( الجلب على المهنة ) وتقويم عملهم …. لا ننكر فضل فئات ذات كفاءات عالية يرفدون هذه المهنة ولو بصفة غير رسمية. لكن أمام جملة المخاطر التي يرتكبها هؤلاء المدعين وعدم المسؤولية المهنية وقلة الأمانة، نحن نطالب بمعالجة هذا الوضع الراهن كمطلب ثاني يؤيد مطلبنا الأول بحفظ حقوقنا. السيد الرئيس طرح شعار الأمل بالعمل وهذا الشعار واضح لمن يحب بلده ووطنه، والأمانة في العامل شرف ووطن وإخلاص فلنؤديها بأمانة
. علي الشيباني