الشاعر بحر لاوديسا: حفيظتي الشعرية نقيّة. .. ونزار قباني مؤسس السّهل الممتنع

الوحدة: 5-5-2022

ولمّا كان شعره يسير بمتلقيه إلى شعورٍ شيّق جميل، ينساب بين تضاعيف المشاعر ..غنيّ في متخيّله ورؤاه وحدسه،يحكم شعره الاتساع والرحابة في الطرح وقوته الإبداعية الجمالية .. ذكريات جميلة مع أول قصيدة فطريّة في رحب طفولته الغنية الضاجة بالصعوبات ..أحبّ لاذقيته ملقباً نفسه ببحرها ..عشق دمشق وازدان شعره برائحة ياسمينها ..شاعرنا فَطريّ الشعرِ، جوّالٌ بين دروب العالم، ورغم تجواله عاد إلى رحم بيئته الطفولية الجميلة، يضجّ بالحياة، يستسلم لنداء أقاصيصه الشعرية .

بحر لاوديسا عرفناه باسمه الجميل المستعار، له فوق ١٥٠٠مقطع شعريٍ وديوانان شعريان حملا العنوانين التاليين: أمواج وسوبرانو، كان لنا معه حوار لطيف وهو القائل مؤخراً: أيّ درب غير دربك صار يودي للضلال ثروتي في الحبّ أنت والمشاعر كل مالي إنني مذبوح قلب هل تراني لا أبالي كان موتي في خصامك صار موتي بالوصال مازلت على قيد الحب أحببتك من دون قصد أمطرت في فصولي بكل برق بكل رعد في قصيدة كهذه عندما تتحول إلى كلمات نحفظها عن ظهر قلب ،تنعش الروح تدخلنا في تفاصيل جوانيتنا لنقف مطولاً عند دقائقها ولحن قائلها في زمن يعجّ بضجيج واقعنا عندها لابدّ أن نبجلّ قائلها لأنه أنعش ما تبقى من إنسانيتنا.

بحر لاوديسا وحوار يغلب عليه الطابع الشعوري الوجداني:

 * لماذا بحر لاوديسا ؟

بشكل عفويّ قمت بإنشاء صفحة باسم بحر لاوديسا وبدأت بنشر شعري بتوقيع هذا الاسم وبدأت الناس تناديني به وبقيت على هذا الاسم ،اعتدت عليه وأصبح جزءاً مني.

*  بداياتك الشعرية، هل شعرك فطريّ أم موهبة ودراية قمتَ بتنميتها؟ الشعر حالة فطرية نقية، بدأت من عمر ١٣ عاماً، وأول قصيدة تتحدث عن تناقضات الحياة الاجتماعية والصعوبات التي تعرضنا لها ونحن جيل الثمانينات، عانينا ما عانيناه من الحصار الاقتصادي الجائر إضافة إلى التناقضات الاجتماعية الطبقية التي أثرت فينا بكل مناحي الحياة.

*  دمشق الحاضرة دوماً في قصائدك، وأنت القائل: حـــــين قلــــتُ لهـــم أنا دمشـــــــــــــق .

لم يصـــــــــــــدقونــــــــــــــــي.

ربطـــــــــوا السلاســـــــــــــل في يدي …

كـــــــــــــــــــي يبعدوني .. هم لا يعلمـــــــــــــون أن مـــــــــــلايين الأسود .. يعشقون التــــــــــراب ويعشقوني .

أنا دمشـــــــــــــــــــــــق …. أنا دمشـــــــــــــق يا أمـــــــــــة العــــرب ..

أنا من أعدمتُ قوافــــــــلَ الغـــــــــــزاةِ … فهيهــــــــــــــات أن تعدمـــــــــــــوني .. أنا عاصمةُ التاريــــــــــــــــــــــــــــــخ … ولا تاريــــــــــــــــــــــــــخ بدوني … أنا ماءُ وضـــــــــــــوءِ محمـــــــــــــدٍ … ودربُ المسيــــــــــــح في عيــــــــــوني .. أنا جــــــــول جمال يا مـــــــــــــــصر .. أنا القسّام يا قــــــــــدس شجـــــــــوني … أنا من قاتلتُ غزاتكـــــــــــم بدماء عروبتي واليوم … سعيتم كــــــــــــي تقتلوني أنا مـــــــــن عرفتكم من دماء عروبتـــــــــي واليوم أيا عــــــــــــرب ألا تعرفونــــــــــــي أنا دمشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق … أنا دمشـــــــــــــــــق أيها الجبناء قـــــــــــــد تُسقطــــــــــون الشمسَ … ولكـــــــــــــــــــــــــن .. قـــــــــــــد تُسقطــــــــــون الشمسَ … ولكـــــــــــــــــــــــن .. هيهــــــــــــــــــــــــــــــــات أن تُسقطوني…

 * ماذا عن دمشق في شعر بحر؟ – دمشق محفظة الأبجدية، تختصر سورية بكلمة دمشق، دمشق مؤثرة على شعر أي شاعر ،ومن المستحيل أن يمرّ اي شاعر بها إلا وأن ينصبغَ بصبغة حضارتها وعروبتها وياسمينها.

* الأنثى في شعرك نراها تحتلّ مكانة كبيرة بين سطور أشعارك ..غزلك النسوي ّ يذكرنا بشعر نزار قباني، ماذا عن المرأة والشاعر العظيم نزار قباني ومدى تأثرك به ؟ أي شاعر في الكون الأنثى ملهمته، فهي أقوى مخلوق بالكون، منبع الجمال والخصوبة في الوجود.

والعظيم نزار قباني تربينا على شعره،تعلّمنا في مدرسته وهو من مؤسسي السهل الممتنع.

 * هل كان المجال الهندسي طموحك، وإن لم تكن مهندساً ،ما المجال الذي كنت تطمح الخوض فيه ؟ عندما أنهيت دراستي الثانوية قررت الخوض بالمجال الصحفي، قدمت لامتحان الصحافة، ولم يكن العمل الصحفي بالمستوى المطلوب، فابتعدت عنه وخاصة أنك بإمكانك أن تستمر بالكتابة وأنت مهندس ومستقبل الهندسة أفضل.

* هل قرأتَ دواوين شعر كثيرة حتى امتلكت ناصية الكلمة، وماذا عن الخيال في شعرك، وهل شعرك أقرب للواقع أم للخيال؟ أبتعد عن القراءات الشعرية لتبقى حفيظتي الشعرية نقية خالية من أي شائبة.

أما الخيال فلا بدّ منه في الشعر، لكن في أغلب الحالات، يتأرجح الشاعر بأرجوحة الخيال، أما سقوطه إلى أرض الواقع فيكون بقفلة شعرية جميلة، القصيدة التي لاتقفل ليست بقصيدة ..اللسعة النهائية.

* عرفنا شعرك في أغنيات شارات المسلسلات الدرامية السورية من الكندوش، مروراً بخاتون، وصرخة روح، ووردة شامية، والعرّاب، على قيد الحب، ومع وقف التنفيذ وكانت كلمات أغاني الشارات إضافة للإبداع داخل المسلسل وتفعيلاً حقيقياً لدور كلمة الشارة الدرامية داخل نسيج العمل ؟ ماذا عن شارتي على قيد الحب ومع وقف التنفيذ ،وهل الشارة تجسيد كامل للعمل الدرامي ؟ في شارة على قيد الحبّ ،كلمات بلغة عربية فصحى بسيطة تحمل معاني عميقة ،ومع وقف التنفيذ كلمات تعبر عن الجياع والمحرومين، تكلمت عن حالهم وأوجاعهم وآلامهم.

والشارة ليست دائماً انعكاساً كاملاً للعمل، هي حالة ضمن تضاعيف العمل وليست تعبيراً عن عمل كامل.

حوار: نور حاتم – نرجس وطفة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار